جلال سلمي - خاص ترك برس
تُعتبر الثقافة أحد أهم العناصر أو المقومات المُشكلة للحياة الاجتماعية للجماعات والأقوام وتتكون الثقافة في أي مجتمع حول العالم من ثلاث عناصر أساسية هي؛ اللغة، الهوية، القيم، ويُعتبر عنصر القيم من أكثر العناصر الشمولية من بين العناصر الأساسية المُشكلة للثقافة حيث يندرج في إطارها العديد من المقومات والمبادئ والضوابط الأخلاقية والشخصيات والأمثال الحكم والسمات والصفات المُميزة لمجتمع ثقافة ما وغيرها العديد من العناصر التي تندرج في إطارها وتشكلها ومن ثم تشكل الثقافة العامة للمجتمع.
ويتمتع أي مجتمع حول العالم بعدد من القيم الاجتماعي التي تُعتبر عنصر موجود لدى جميع المجتمعات وليس حكرًا على مجتمع واحد بعينه، ويمكن أن تكون هذه القيم أما سلبية أو إيجابية وعن طريق سلبيتها أو إيجابيتها يمكن تقييم الوضع الأخلاقي والإنساني والثقافي...إلخ للمجتمعات الإنسانية حول العالم.
وتطفو القيم على السطح وتُصبح ثقافة عامة مرتبطة بمجتمع ما من خلال تبنيها من قبل المجتمع الذي يتحلى جزء كبير من أفراده بها، وفي العادة نرى بأن العديد من القيم الثقافية المجتمعية تنبع من فحو ومضمون الأمثال والحكم والأقوال المأثورة التي تنبثق عن شخصيات لها باع طويل من الخبرة العلمية والعملية والاجتماعية في المجتمع.
وبما أن بعض القيم الاجتماعية تكون نابعة عن مضمون بعض الأمثال والحكم والأقوال المأثورة الخاصة بشخصيات مرموقة داخل المجتمع، فإننا نستطيع أن نجد بأنه في كل مجتمع حول العالم هناك شخصيات فاعلة ومؤثرة على النمط العام لأفراد وقيم المجتمع، وبما يخص المجتمع التركي فإننا نستطيع استنباط بعض الأقوال والأمثال المأثورة والمشهورة الصادرة عن شخصيات مشهورة لعبت دورًا كبيرًا في تشكيل الإطار العام للمجتمع التركي وقيمه، من هذه الشخصيات وأقوالها المأثورة نذكر التالي:
ـ أبو نصر محمد بن محمد فارابي: بعض المؤرخين يعود بأصوله إلى القومية الفارسية والبعض الآخر يعود بها إلى القومية التركية، ولكن يُعتبر عالم وفليسوف وعالم فلك يُحتذى بأقواله في كلا المجتمعين "الفارسي والتركي، من أقوله المأثورة التي شكلت بعض قيم المجتمع التركي "الرجل الذي يتصرف بشكل غير مناسب مع الحدث على الرغم من إيقانه بأنه حدث أخلاقي خير وأفضل من الشخص الذي يتصرف مع الحدث بأخلاق دون أن يعلم إن كان الحدث أخلاقيًا أم لا".
ويُشير الفارابي في قوله هذا إلى ضرورة معرفة جميع تفاصيل حدث ما قبل التصرف معه، هذا القول له تأثير على قيم الشعب التركي الذي يرغب في معرفة جميع تفاصيل أي حدث أو أي شخص قبل التعاطي والتعامل معه وصفتي الفضول وعدم الثقة المباشرة الموجوداتين داخل هيكل الشخص التركي تعود أصولهما إلى تكرار هذه المقولة من قبل الأسرة والمجتمع والمدارس وغيرها من المؤسسات الاجتماعية.
ـ مولانا جلال الدين الرومي: يُعتبر جلال الدين الرومي من أكثر الحكماء الذين كان لهم تأثير كبير على تشكيل مقومات وقيم الثقافة التركية، من أقوالها الخالدة "كن كما تظهر واظهر كما تكون" بمعنى لا تحاول الظهور بمظهر أنت لست أهله واظهر بما أنت عليه دون مبالغة وابتذال، وفي ذلك إشارة إلى التحلي بالحياة الحقيقة بعيدًا عن حياة المظاهر، هذه قيمة حقيقة تُلمس لدى المحافظين من المجتمع التركي حيث يظهرون بحقيقتهم دون أي ابتذال.
ـ السلطان العثماني عبدالحميد الثاني: أحد أهم وأقوى السلاطين العثمانيين عبر التاريخ، يقول "ليس التاريخ من يتكرر بل الأخطاء نفسها التي تكرر" في انتقاد منه لعبارة "التاريخ يُكرر نفسه"، هذه العبارة الخالدة والمغروسة داخل الشعب التركي والمتكررة من قبل بشكل مكثف تشكل قيمه الدعاية إلى تغيير طريقة التعامل مع أي موضوع يفشل بطريقة وأسلوب مختلفين.
"قائمة العلاج المُقدمة من قبل العدو هي أول طريق للموت" في إشارة إلى عدم إمكانية الثقة بالخصم أو العدو.
ـ يونس إيمره: أحد أهم الفلاسفة الأتراك، يقول "إذا كنت لا تريد أن تشعر بالندم إطلاقًا؛ أحسن اختيار زوجتك، عملك، صديقك"، الحذر الشديد لدى المواطنين الأتراك تجاه الأخر وحتى من بني جلدتهم نابع عن اقتناعهم التام بهذه الفلسفة.
ـ حجي باكتاش الولي: هو أيضًا أحد أهم الفلاسفة الأتراك يقول "إذا كان الفرد نشيط وذكي فقدره، وإذا كن نشيط ولكن ليس ذكي فانتبه، وإذا كان ذكي ولكن كسول فانصحه، وإذا كان غير نشيط وغير ذكي فاتركه".
المصدر:
خبر ترك
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
