أفق أولوطاش - صحيفة أقشام - ترجمة وتحرير ترك برس
منذ أربع أو خمس سنوات، أي منذ بداية الأزمة السورية، والكل يتكلم عن عملية دخول الجيش التركي إلى الأراضي السورية، حتى أنهم يتخيلون هذه الأحداث وكأن الجيش التركي بدأ العملية بل وينتقدونها.
لكن في الآونة الأخيرة، أُخِذت هذه العملية على محمل الجد من قبل رئيس الجمهورية وحتى وزارة الخارجية، حتى أطلق عليها اسم (العملية البرية) ولقد لقي هذا التصريح في تركيا ومن جميع الأطراف صدى واسع.
كانت المباحثات حول آلية وشكل هذه العملية وأن تركيا سوف تقوم بها في كل يومين مرة وقد بدأت المجادلة حول كيفية دخول الجيش التركي إلى سورية، بيد أن هذه العملية طرحت منذ زمان على الأجندة التركية وقد أخذ قرار هذه العملية بإرادة كل الأطراف وليس من قيادة الجيش.
لقد بدأت تركيا صفحة جديدة بصراعها مع داعش بعدما فتحت داعش النار على المخافر التركية الحدودية عند تفجيرات في مدينة سوروتش الحدودية وقد صرحت تركيا ومنذ أن دخلت داعش سورية في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2013 بأن لديها طرقًا واستراتيجيات جديدة سوف تكملها بصراعها مع داعش.
كما تم الحديث عن منطقة آمنة محررة من داعش إذا تم دحرها والقضاء عليها وسوف تكون هذه المنطقة ملاذا آمنا للاجئين وستكون تحت سيطرة الجيش السوري الحر وتشمل هذه المنطقة ابتداءا من غرب نهر الفرات حتى مدينة اعزاز.
لقد وضعت أمريكا بعض الخطوط العريضة والتفاصيل بشأن هذا القرار التركي المتعلق بهذه المنطقة، تركيا والتحالف الإقليمي سيقصف مناطق داعش والجيش الحر سوف يضربها على الأرض.
بعد السيطرة على هذه المنطقة المذكورة فيتم التوجه إلى الجنوب أو إلى المناطق المجاورة لأعزاز التي تتواجد فيها مجموعات عربية وتركمانية التي بدورها سوف تدخل بالصراع ضد داعش.
نقطة الاختلاف بين تركيا وأمريكا على أي فصيل سوف يتم دعمه، وأمريكا دائما تدعم الفصائل غير السياسية وغير الاجتماعية.
تركيا مضت في هذا الطريق ولن تتراجع أبدا حتى أنها قررت أن تنظف كل الخط الحدودي من الإرهابيين.
الذي يجب أن نفهمه من هذه العملية أن عملية دخول الجيش التركي إلى سورية ليس بعملية بل تكتيك واستراتيجية عسكرية لدعم الفصائل المعارضة عن طريق الجو وفتح الطريق أمامهم لإضعاف داعش.
الجيش التركي ما كان سوف يدخل الأراضي السورية لولا أنه وجد أنه من الضرورة حماية الأراضي التركية وبشكل عاجل.
بنجاح هذه العملية سوف تتكون لدينا نتائج حياتية ومصيرية متعلقة بالأزمة السورية وليكن هذا موضوع آخر للمناقشة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس