أوكان مدرّس أوغلو - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
أصدر الاتحاد الأوروبي قبل أيام التقرير المرحلي الذي يرصد التطورات والتقدم الحاصل في المفاوضات المتعلقة بعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، وقد كان هناك عناصر إيجابية في هذا التقرير، وأخرى انتقادات، وأمور حُفظت عن ظهر قلب وتواجدت في كل تقرير، وجملا بعيدة جدا عن الصدق، لكن إذا نظرنا بنظرة خارجية إلى التقرير سنجده مغطى بواجهات سياسية وحقوقية واقتصادية.
أهم عنصر أصبح مثار جدل فيما يتعلق بالتقرير المرحلي، هو "توقيت" إصدار هذا التقرير، فقد انتقد رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليجدار أوغلو، تأخير إصدار هذا التقرير إلى ما بعد انتخابات الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر، لأنه كان يعتقد بأنّ هذا التقرير سيؤثر بصورة كبيرة على حزب العدالة والتنمية لما سيحمله من انتقادات شديدة لسياسة الحزب، لكن هل كان كيليجدار أوغلو على حق؟ وهل فعلا تم تأجيل إصدار التقرير بناء على طلب من أنقرة؟
انتشرت الإشاعات المتعلقة بهذا الموضوع، وكانت تترامى إلى مسامعنا أحاديث عن أنّ هناك نوع من الإشارات التي جرت خلف الكواليس تدل على أنّ هذه الادعاءات قد تكون صحيحة، لكن وزير الاتحاد الأوروبي بريل ديدي أوغلو، أدلت بمعلومات هامة حول هذا الموضوع.
وقد أشارت الوزيرة إلى ما جرى بخصوص هذا التقرير، حيث عرض اسم شاب من لجنة الاتحاد الأوروبي على الوزيرة، أنْ يحلوا مشكلة اللاجئين والهجرة، مقابل "تخفيف حدة الانتقاد في التقرير"، مشيرة إلى أنها تفاجأت بمثل هذا الحديث، وواجهت صعوبة في فهم مثل هذا التكليف، ولذلك، قالت لهم، انشروا التقرير، لا أحد يخاف من ذلك، انشروا التقرير!
والقسم الغريب الآخر في هذا التقرير، هو نظرة الاتحاد الأوروبي لرئيس جمهورية منتخب من قبل الشعب، بمعنى آخر، هناك جمل واضحة تدل على أنّ الاتحاد الأوروبي إلى الآن لم يستوعب وجود أردوغان كرئيس للجمهورية.
أشار التقرير إلى أسلوب وسياسة أردوغان فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والداخلية، وذكر طلبه لتطبيق "النظام الرئاسي"، وعرج على موضوع مكافحته للتنظيم الموازي، والاجراءات المتخذة ضد نظام القضاء والبنك المركزي، منتقدا الاجراءات التي مورست بحق الإعلام وحرية التعبير، كما انتقد الشكل الذي استخدم فيه أردوغان صلاحيات الدستور التي يعطيها لرئيس الجمهورية.
وهذا يدل باختصار، على وجود جمل وكلمات وتصريحات وتقييم من الوسط الداخلي التركي، تم إدراجها في هذا التقرير، يريدون أنْ يقولوا أنّ هناك "انتقادات في هذه المواضيع"، ليتخذ الاتحاد الأوروبي أردوغان في هذا التقرير هدفا واضحا له، مطلقا النار عليه من خلال التستر وراء انتقادات باسم الحرية والحقوق.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس