فاتح جكرجي - صحيفة حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس
منذ فترة وأنا اقراء عبارات مثل "لا يوجد خطة بديلة لتركيا" و"ارتكبت تركيا خطأ كبيرا فادحا فيما يتعلق بأزمة اللاجئين" و"أخطأت تركيا في تصرفاتها مع الأسد" ومن أجل الجواب على هذه الأسئلة وما شابهها حاورت صديقا لي وكانت الأسئلة على النحو التالي: يقولون إنه لا توجد خطة بديلة...
هل هناك ما يثير الضحك أكثر من هذا؟ هل ستعجز دولة عريقة مثل تركيا على إيجاد خطط بديلة؟ وأقول للذين يقولون إنه لا توجد هناك خطة (ب) بأنه يوجد حتى خطة (ي). فتركيا ليست بقبيلة أو دولة متخلفة، بل إنها تستحدث الخطط بشكل دوري ومتجدد مع كل تغيير وتطور في الأحداث.
هل سيكون هناك تدخل بري في سوريا قريبا؟هناك دراسات في هذا الموضوع وما تزال خياراته مطروحة على الطاولة، وما تزال الجهود مستمرة في دراسة تفاصيل إنشاء المنطقة العازلة في سوريا بدعم ومساندة أمريكا.
إن أهم شيء الآن هو القدرة على قراءة واستشراف الأحداث القادمة، مع علمنا مدى صعوبة تخمين الخيارات السياسية الممكنة في المستقبل. ويجري الآن التخطيط من أجل استيعاب التدخل الروسي الذي صعّب الحسابات التركية والغربية في دعم ومساندة المعارضة السورية التي لم تنجح إلى الان في توحيد صفوفها.
يُعتبر الأكراد القوة الثانية التي تقف عثرة أمام تنظيم داعش بعد الأسد، وبعد التطورات المتلاحقة وتحذيرات أنقرة المستمرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية غيّر الأخير من مواقفه التي كانت تدعم وتساند الأكراد وتبني الاستراتيجيات على أساسهم؛ بسبب تغير أهداف الكتل الكردية التي لا توافق المصالح الأمريكية.
أما في أزمة اللاجئين فنستطيع طرح السؤال التالي: من كان يعتقد بأن الدول الأوروبية ستصبح أول الباحثين عن حلول مع تركيا من أجل أزمة اللاجئين؟ السياسيون الأوروبيون الآن يقولون لتركيا افعلوا ما عليكم ونحن سنقوم بما نستطيعه، فزيارة المستشار الألماني ميركل الأخيرة إلى أنقرة حملت هذه الرسالة. وللمتاجرين والمزودين على تركيا في أزمة اللاجئين نقول لهم بأن تركيا لن تساوم بدماء ضيوفها اللاجئين.
نحن مقبلون على مرحلة جديد لمنطقتنا، فسوريا بدون الأسد باتت مسألة مركزية في السياسة الخارجية لتركيا، كما أن تركيا استطاعت عبور مرحلة الفوضى والدم بأمان وبكل نجاح بعد الانتخابات الأخيرة، فنتائج انتخابات 1 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي لم تثبت فقط اختيار الأتراك للاستقرار بل أثبتت أيضا حسن القراءة الصحيحة للواقع عند الشعب التركي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس