فاتح جكرجي – صحيفة حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس
خلال فترة الحرب الباردة كانت التسمية التي وضعت كمبرر للحروب والاستعمار آنذاك هي "تصدير الثورة".
أما الآن وبعد انتهاء الحرب الباردة، وجدت تسمية جديدة للحرب الساخنة في الخليج هي "تصدير الديمقراطية".
وعلى هذا الأساس قتل آلاف الأشخاص في العراق. وسالت الدماء تحت مسمى الربيع العربي. كما يجري في سوريا حاليًا تأليف سيناريو دموي مشابه لذلك. في الواقع من الصعب على الإنسان أن ينظر من هذه الناحية دون أن يسأل السؤال التالي: "أيها الأصدقاء... هل شعوب الشرق الأوسط مخلصة؟ هل هي عاجزة؟
حتى يوم أمس كان هناك نوع من الألفة والمودة على الحدود. في السابق كان أكراد سوريا وتركيا والعرب يعبرون من معبر جيلفا غوزو خلال الأعياد لمعايدة أقاربهم وأبناء عمومتهم وأخوالهم. أما الآن فقد تحولوا إلى بؤساء يعيشون إما في خيام اللجوء أو تحت نيران القصف. ولسوء حظ حلب أن شقيقتها التوأم هي غازي عينتاب. تحولت حلب إلى بحيرة من الدماء بعد أن كانت في أحد الأزمنة دروبًا للشعر والموسيقى والحضارة.
لماذا؟ لأنه يوجد "تصدير" آخر من قبلهم. كما فعل الروس والإنكليز قبل مائة عام. كذلك تفعل الولايات المتحدة الأمريكية حاليًا.
وكما فعلوا مع طالبان في أفغانستان كذلك يقومون بتغذيتهم وتوسيعهم في سوريا...
وفي الوقت الذي تتجاهل فيه كل من باريس وبرلين ما يجري في أزقتهم الخلفية فإنهم يريدون قيادة الأكراد ضد المجموعة المتوحشة المدعوة بداعش.
ولهذا السبب يقدمون السلاح، ويتم تحطيم أطفال إخوتنا الأكراد المفجوعين تحت ظل هذا السلاح.
إحداهما يقال لها قوات البشمركة، وقد أسسوا لها منطقة كردية تناسبها في شمال العراق. بينما تعرف الأخرى باسم حزب الاتحاد الديمقراطي. ويؤسسون لها حاليًا منطقة ذاتية الحكم في شمال سوريا.
وهكذا لا مجال للديمقراطية والانتخاب. فالأولى منطقة مستقلة ذاتية الحكم والأخرى كانتون. ولكن دون انتخاب.
أوجلان ومسلم
انظروا إلى هذا المصادفة.
أوجلان الذي أسس حزب العمال الكردستاني في سوريا جاء من أنقرة.
وصالح مسلم الذي وسع حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا جاء من إسطنبول. ودرس فيها. وكلاهما انطلق بالسبعينيات وبعد الثمانينيات غادرا خارج الحدود وذهبا إلى سوريا. أي أنه يوجد تنظيم ضخم. مثل أفلام سي أي إيه. ولهذا السبب أقول ليست هناك حرب أهلية ظاهرة بل هناك "تصدير نظام" بواسطة منظمات مسلحة ومدربة بشكل واضح.
أي أنه لا يوجد صوت وعقل وروح لشعوب تلك المنطقة. بل اسمهم لاجئون. وهو سيناريو معروف لدينا. فقد تم تأليفه وأداؤه من قبل في العراق. وفي هذه المرة تؤدي روسيا السيناريو نفسه مع اختلاف كبير وهو أن سوريا هي الساحة. وبجميع الأحوال فإن كافة المعدات العسكرية السورية هي روسية الأصل. وهو ما نراه بشكل واضح. وإن كنا نراه ماذا يمكن أن يحصل؟
في الواقع لهذا السبب تثار تلك النيران التحذيرية وحلقات العواصف.
ولكن أقرباءنا موجودون هناك. وعلى مدى سنوات عديدة تمت معاداتهم على الحدود. أما الآن فالنيران تمطر عليهم.
حتى أن صالح مسلم قالها بصراحة: "فلتأتي روسيا والولايات المتحدة الأمريكية إلى هنا ولكن لا تأتي تركيا".
انتبهوا
كما جرى في أربيل والقامشلي، لا بد أن تقام قاعدة جوية هنا. ولهذا السبب هم متمسكون بقاعدة منغ الجوية من أجل الدعم الجوي. لأنه يريد أن يكون مثل بارزاني بكل تأكيد، وأن يتخذ مكانه في شمال سوريا كأحدث علامة تجارية لمصدري النظام.
والتحضير فيما بعد لإقامة دولة جنوبي تركيا تمتد من حدود إيران شرقًا حتى البحر الأبيض المتوسط غربًا.
عندما كتبت هذا انتقدني بعض القراء سابقًا من خلال سؤالهم "هل أنا ضد الأكراد". ومما لا شك فيه أنني لست ضد إخوتنا الأكراد. وأتمنى لهم أيضًا العيش بحرية وديمقراطية.
إقطاعية مستقلة
ولكن هذا التصدير الذي جرى تنفيذه ليس حرية بل على العكس من نموذج بارزاني أي أنها إقطاعية مستقلة غير منتخبة ولم تكن بإرادة الشعب. لطالما عرفت أن بارزاني موجود هناك، ولكن هل أتى بواسطة انتخابات؟
بالطبع لا! بل بتفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية.
هذا هو النموذج الذي يحضر الآن. لا علاقة له بالحرية والديمقراطية.
وبناءً على ذلك يوجد هدفان اثنان:
- دعوا أطفالنا يموتون بينما تتم محاربة وحشية داعش. لأنه يوجد أطفال الأكراد...
- نقوم بتأسيس منطقة كردية مسلحة مرتبطة بنا على امتداد خطوط الطاقة في العراق وسوريا.
ومن ثم نتلاعب بتلك المنطقة كما نريد...
والسلام...
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس