ترك برس
لم يكن حب الحيوانات عند الأتراك كلمة تقال فقط، فعلى مدى التاريخ كانت هناك أوقاف خاصة أسست في العهد العثماني لرعاية وعلاج وحماية ومساعدة الحيوانات والطيور وإيوائها في الشتاء. وقد خصص لهذا العمل أشخاص لحماية الحيوانات من البرد في الشتاء، يقومون بصنع بيوت خاصة للطيور والكلاب والقطط في الأحياء، ووضع اللحوم والتبن والملح والماء أمام هذه البيوت. وكانت الأوقاف تدفع راتب هؤلاء الموظفين.
أنشئ في مدينة بورصة بعام 1923 أول مستشفى خاص بطيور اللقلق تحت اسم "غورباهانة لاكلاكان" (Gurebahane-i Laklakan) أي منزل طائر اللقلق المولع، والهدف من المستشفى هو معالجة الطيور غير القادرة على الطيران، والطيور المريضة والمصابة.
وفي منطقة أوسكودار بإسطنبول كان يوجد مستشفى للكلاب والقطط، وقسم لرعاية الحمام في ساحة جامع بايزيد، كما توجد قبور خاصة للحيوانات. فالأتراك ما زالوا يؤمنون أن خدمة ومساعدة الحيوانات ترجع عليهم بالخير.
وكان في العهد العثماني عدة مهن خاصة بالعناية بالحيوانات، إحداها هي مهنة بـ"mancacılık"، إذ كانت تسمى مأكولات الحيوانات بـ"manca"، والشخص الذي يقوم ببيع المؤكولات للحيوانات يسمى "mancacı". وغالبا ما كان الناس يشترون منه الطعام ويوزعونه على الحيوانات، وأحيانا يعطي الناس هذا الشخص نقودا، وهو من يقوم بتوزيع الطعام على القطط والكلاب بدلا عنهم.
وكانت المواشي تجر المدافع الكبيرة للجيش العثماني. وفي عام 1550، أصدر السلطان سليمان القانوني قرارًا وأعلن فيه منع زيادة الثقل على الحيوانات أثناء إنشاء جامع السليمانية. كما كانت الأحصنة التي تحمل ثقلا ترتاح في يوم الجمعة، ولا يركب عليها أحد حتى ترتاح جيدا.
ومن الأمور الملفتة لدى أتراك الأناضول، إطلاق سراح الطيور التي يشتريها الأتراك من الأسواق في كل يوم. ويؤمنون بأن الطيور بعد الموت تشهد أرواحها على حسناتهم امام الله في يوم القيامة، كما أن تخريب بيوت هذه الطيور قد يسبب المصائب لهم.
وفي القرن الخامس عشر، أصدر السلطان محمد الفاتح قرارا، أمر فيه بإنشاء بيوت خاصة للطيور في أثناء بناء الجوامع والمساجد والمباني الجديدة الأخرى.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!