غولاي غوك تورك - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس
كانت الأزمة الكردية تُستخدم على مر السنوات السابقة ككرت في يد القوى الأخرى ضد تركيا، واليوم تقوم أكبر قوتين في العالم باستخدام حزب العمال الكردستاني في لعبتهما وفي نفس الوقت؛ ليسطع نور حزب العمال الكردستاني ولأول مرة في تاريخه بهذا الدعم الدولي. ويأتي سبب هذه المشاركة بين القوتين العالميتين في استخدام الحزب بدافع حرب داعش وإخضاع أردوغان في حساباتهم.
يعتقد بوتين بأنه يؤلم تركيا عندما يستخدم حزب الاتحاد الديمقراطي فرع حزب العمال الكردستاني في سوريا في سياق تهديداته "سيكون انتقامنا قاسي". وكان الغرب قد استخدم هذه الورقة في حساباته التركية والشرق أوسطية حتى 7 حزيران/ يونيو الماضي. ولم ننسى دور الولايات المتحدة الأمريكية في إشعال نار العداوة من جديد بين أطراف مشروع مباحثات السلام عندما أعطت الضوء الأخضر لحزب العمال الكردستاني وفرعه السوري بالعمل في أحداث كوباني؛ الأمر الذي أعاد الحياة للأحلام التحررية الكردية.
بعد التدخل الروسي المباشر وأزمة الطائرة الروسية دخلت المنطقة مرحلة جديد أصبح فيها حزب الاتحاد الديمقراطي أكثر قيمة. ثم تعجب إلى الحال التي وصلت إليها كل من أمريكا وروسيا في الخصام على من يكسب جهود حزب الاتحاد الديمقراطي في حرب داعش بعد إن كانوا قد أعلنوه بطل الشرق الأوسط، كما وتسعى روسيا إلى استخدام الحزب للضغط على تركيا، وكان موقف واشنطن في الزيارة الأخيرة يسير نحو إجبار دميرطاش للاختيار بين أمريكا وروسيا.
يحاول حزب العمال الكردستاني موازنة الأمور بين القوتين مطالبا من كلاهما الدعم والتوافق فيما بينهم. لكن هذا التوازن غير قابل للاستمرار، فهو سيخضع في نهاية الأمر لضغوط الاختيار بين قطب روسيا التي تريد إنهاء حالة العالم ذو القطب الواحد في الصراع السوري العالمي مع إيران والأسد وحزب لله اللبناني والصين، وفي الطرف الآخر يتواجد الناتو وتركيا.
ماذا وعدت روسيا حزب العمال الكردستاني؟ هل وعدتهم بكردستان على الحدود الجنوبية لسوريا الأسد أو الوصاية الروسية، وأن تلك المناطق التي ستكون في يدهم ستصبح نقطة الانطلاق نحو التوسع في الاتجاه التركي لتكون من بعدها دولة تركستان.
الرؤية الأمريكية لحزب الاتحاد الديمقراطية مختلفة عنها عند الروس، فبينما يسعى الروس الى استخدام الحزب لزعزعة تركيا، تريد الولايات المتحدة الأمريكية إقناع الحزب بالنموذج العراقي وأن يصبح حزب العمال الكردستاني السوري صديق لتركيا كشقيقه العراقي في إقليم كردستان، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى ترك الحزب لسلاحه في تركيا والعودة إلى طاولة المفاوضات.
كيف سيكون موقف روسيا في الشرق الأوسط وحزب العمال الكردستاني يرى إمكانية التحرر في جنوب شرق تركيا صعبة؟ وكيف ستكون ردة فعل الأكراد المعادين للشيوعية لحزب العمال الكردستاني ذو الفكر الشيوعي القريب من روسيا؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس