ترك برس

بعد توصل المسؤولين الأتراك والإسرائيليين إلى اتفاق تمهيدي في إطار الجهود لإعادة العلاقات الثنائية، صرح وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال لقاء تلفزيوني مساء الأربعاء بأن العلاقات بين تركيا ومصر ستتم إعادتها كذلك.

وقال شكري: "إننا (الحكومة المصرية) نتمنى أن تعيد تركيا علاقاتها مع مصر، المبنية على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وسيادة الدولة"، وأكد في تصريحه احترامه للشعب التركي، مضيفًا: "إننا منفتحون دائمًا على العلاقات الإيجابية والاهتمام بمصالح الشعبين".

يرى الخبير في سياسات الشرق الأوسط من مؤسسة الأبحاث الاجتماعية والاقتصادية والسياسية "سيتا"، "جان آجون" أن إعادة العلاقات تعتمد على تنفيذ مصر لشروط الحكومة التركية، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن مصر ستتحرك في ضوء الضغط من قبل السعودية.

إلى أين وصلت العلاقات التركية المصرية؟

تدهورت العلاقات التركية المصرية بعد الإطاحة بأول رئيس منتخب بشكل ديمقراطي "محمد مرسي" في تموز/ يوليو 2013 من قبل الجيش المصري، إلى جانب انتهاكات حقوق الإنسان التي تلت الانقلاب.

وقد عبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن دعمه لمرسي وللإخوان المسلمين منذ تعرضهم للقمع من قبل النظام المصري، وذلك على حساب العلاقات مع الحكومة المصرية الجديدة.

مارس النظام المصري الجديد برئاسة عبد الفتاح السيسي قمعًا على الصحفيين والأكاديميين والنشطاء المطالبين بالديمقراطية الذين تعرضوا للاعتقال في مراكز الاعتقال ومقرات الأجهزة الأمنية، وتوفي عدد منهم في أثناء اعتقالهم بسبب إساءة المعاملة.

الشروط التركية لإعادة العلاقة

صرح الرئيس التركي في نيسان/ أبريل الماضي، في أثناء عودته من زيارة إلى العاصمة الإيرانية طهران، بأن هناك شروطًا أربعة ينبغي استيفاؤها قبل الحديث عن استعداد تركيا لإعادة العلاقات مع مصر.

تتمثل الشروط في إطلاق سراح محمد مرسي، وإلغاء أحكام الإعدام التي صدرت بحق الآلاف من المعارضين السياسيين لنظام الانقلاب الذين يواجهون الإعدام الآن في مصر.

أما الشرط الثالث حسب أردوغان فهو أن مصر بحاجة إلى إطلاق كل السجناء السياسيين، وعددهم حوالي 18 ألف شخص. وأخيرًا، رفع الحظر عن كل الأحزاب السياسية وذلك بهدف إعادة العملية الديمقراطية إلى طبيعتها.

التقى الرئيس التركي قبل زيارته إلى إيران بالعاهل السعودي سلمان عبد العزيز، وأبلغه له بأن من المستحيل لتركيا إهمال مصر، مؤكدًا أن مصر وتركيا والسعودية هي الدول الأهم في المنطقة.

هل تعود العلاقة بين مصر وتركيا؟

بالنظر إلى التطورات الأخيرة في المنطقة، فإن إعادة العلاقات التركية الإسرائيلية، تفتح المجال للتساؤل حول إمكانية إعادة العلاقة بين تركيا ومصر.

يرى جان آجون أن الشرق الأوسط يمر بتحول تاريخي أصبحت فيه حدود الدول التي تشكلت وفق اتفاقية سايكس بيكو حدودًا باطلة ولاغية.

ويضيف أن دولًا مثل تركيا والسعودية ومصر مضطرة للعمل سوية لمعالجة التطورات الجديدة، وقال: "على الرغم من كل الدعم الذي تلقته الحكومة المصرية فإنها لم تعد قادرة على الاستمرار، وهي تواجه أزمة اقتصادية كبيرة فضلًا عن أنها تقف على قاعدة سياسية محتقنة".

وأشار آجون إلى أنه في حال استيفاء الحكومة المصرية للشروط التركية ربما يتم التوصل إلى اتفاقية، وستشجع تركيا إعادة العلاقات الثنائية مع مصر، مؤكدًا أن الجانب السعودي ينبغي أن يتحرك لتشجيع إعادة العلاقات الثنائية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!