ترك برس
أفاد رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" أنّ تركيا لن تقبل أبداً باحتلال روسيا لشبه جزيرة القرم، وأنه يعتزم إجراء زيارة رسمية إلى أوكرانيا خلال الأيام القليلة القادمة.
وأوضح داود أوغلو لدى لقائه بعدد من الصحفيين عقب مشاركته في اجتماع مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية، أنّ تركيا تستعدّ في الوقت نفسه لاستضافة الرئيس الأوكراني "بيترو بوريشينكو" في العاصمة التركية أنقرة، خلال الفترة القادمة، للتباحث في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وتوقّع العديد من المحللين السياسيين، أنّ الزيارات المتبادلة بين الجانبين التركي والأوكراني، تأتي رداً على التصعيد الروسي ضدّ أنقرة عقب حادثة إسقاط المقاتلة التركية للطائرة الروسية التي انتهكت المجال الجوي التركي في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وقامت عقب ذلك الحكومة الروسية بإطلاق تصريحات استفزازية ومسيئة بحق الدولة التركية، حيث اتهم الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" الجانب التركي بشراء النفط من تنظيم الدّولة (داعش)، إلّا أنّ العديد من الدول والمؤسسات العالمية الكبرى، وعلى راسها وزارة الخزانة الأمريكية، أنّ الادعاءات الروسية في هذا الصدد لا تتجاوز الافتراءات.
جدير بالذكر أنّ روسيا شبه جزيرة القرم وأعلنت استقلالها عن أوكرانيا من طرف واحد، بعد استفتاء جرى بشبه الجزيرة في 16 أذار/مارس 2014.
وينتمي تتار القرم إلى مجموعة عرقية تركية، تعتبر شبه جزيرة القرم موطنها الأصلي، وتعرضت إلى عمليات تهجير قسرية، باتجاه وسط روسيا، وسيبيريا، ودول آسيا الوسطى الناطقة بالتركية، التي كانت تحت الحكم السوفييتي آنذاك، حيث صودرت منازلهم، وأراضيهم في عهد الزعيم السوفييتي، "جوزيف ستالين"، عام (1944)، لتوزع على العمال الروس، الذين جُلبوا، ووُطِّنوا في شبه الجزيرة، ذات الموقع الاستراتيجي الهام في شمال البحر الأسود.
وتسببت عملية الترحيل تلك في مقتل أكثر من 200 ألف من تتار القرم، بسبب الجوع وسوء التهوية في عربات القطار التي نقلوا بها، ولمدة عشر سنوات لم يسمح للتتار المهجرين بالابتعاد، ولو لعدة كيلو مترات عن المناطق، التي نفوا إليها، وتم التفريق بين أبناء العائلة الواحدة، وتعرضوا لمعاملة قاسية غير إنسانية.
ويقول نشطاء تتار القرم إن 46% من التتار لقوا مصرعهم في تلك الفترة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!