ترك برس
صرّح الأمين العام للمجلس التركماني السوري "أمين بوز أوغلان"، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يسعى من خلال قصف منطقة "بايربوجاق" (جبل التركمان) بريف اللاذقية شمال غربي سوريا، إلى كسر قوة تركيا في المنطقة، ويحاول لتشكيل رأي عام لتحقيق ذلك، مضيفًا "لا نزال ندافع عن بايربوجاق ضد هجمات قوات النظام السوري، والمقاتلات الروسية".
وأكد بوز أوغلان في تصريحات للصحفيين، أنهم سيواصلون نضالهم حتى النهاية، لافتًا أن التركمان لم يعتدوا على أحد وإنما دافعوا عن الأرض التي ولدوا فيها، نافياً وجود أي عناصر لتنظيم داعش في مناطقهم، واصفًا تصريحات بوتين على خلفية إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية، حول سعي حزب العدالة والتنمية لأسلمة تركيا، بأنها "عبث ومضحك".
واعتبر المسؤول التركماني، العلاقة بين روسيا ومنظمة "حزب الاتحاد الديمقراطي" (الذراع السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية)، أنها مناورة من أجل جعل تركيا في وضع أصعب، مشيراً إلى أن روسيا تستغل الجماعات الأثنية الأخرى خارج التركمان من أجل تقسيم سوريا، وأن تركيا أصبحت هدفًا للغرب وإيران بسبب دفاعها عن وحدة الأراضي السورية.
من جهته، قال سكرتير جمعية تركمان سوريا، "أحمد وزير"، في تصريح لوكالة لأناضول التركية إن "الطائرات الروسية تستهدف عمداً، المنازل والمدارس وخزانات المياه والمساجد ومحولات الكهرباء والجسور في القرى التركمانية بريف اللاذقية، شمال غربي سوريا".
وأكد وزير أن "الهجمات التي تعرضت لها قرى منطقة يابربوجاق (جبل التركمان)، وجبل الأكراد، خلال الشهرين الماضيين، تخطت ما تعرضت له خلال 4 أعوام، وتتعرض تلك القرى لهجوم بري وبحري وجوي، وأن الصواريخ التي تقصف من البحر يزن الواحد منها أكثر من طن"، لافتاً أن "المدنيين في المنطقتين نزحوا باتجاه الحدود التركية".
وأوضح وزير، أن روسيا ونظام بشار الأسد، يسعيان إلى السيطرة على مساحات أكبر من الأراضي، قبل الإعلان عن وقف إطلاق النار المحتمل في يناير/ كانون الثاني 2016.
وكان مجلس الأمن القومي التركي أكد عقب الاجتماعه يوم الجمعة الماضي، عدم إمكانية الوقوف بموقف المتفرج حيال المشاكل التي يعاني منها التركمان بمن فيهم المقيمون في منطقة بايربوجاق، والمجتمعات ذات صلة القربى، والمعارضة المعتدلة( في سوريا).
وعلق الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على تصريحات نظيره الروسي فلاديمير بوتين، التي قال فيها إنهم لا يعلمون بوجود التركمان في منطقة "باير بوجاق"(جبل التركمان)، بريف اللاذقية السورية، قائلًا "جميعهم لا يقولون الصدق، حيث قلت شخصيًا للسيد بوتين، لا يوجد داعش، بل يوجد تركمان في المنطقة".
وسيطرت قوات المعارضة السورية على منطقة "بايربوجاق" (جبل التركمان) صيف عام 2012، لتتصاعد منذ ذلك التاريخ الهجمات التي تشنها القوات الموالية للنظام السوري على قرى منطقة "بايربوجاق"، تبع ذلك غارات جوية شنتها المقاتلات الروسية ضد مواقع المعارضة السورية والقرى المأهولة بالسكان المدنيين.
تجدر الإشارة إلى أنَّ الأزمة السورية دخلت منعطفًا جديدًا، عقب بدء روسيا بمهاجمة مدن وبلدات ومواقع في سوريا، منذ نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، وتقول موسكو إن تدخلها العسكري إلى جانب النظام السوري، "يستهدف مواقع تنظيم داعش"، الأمر الذي تنفيه كل من واشنطن وعواصم غربية وقوى المعارضة السورية، التي تقول بدورها، إن أكثر من 90% من الأهداف، التي تقصفها المقاتلات الروسية لا توجد فيها تنظيمات إرهابية، وإنما تستهدف المدنيين، وفصائل المعارضة، ومواقع للجيش للحر.
يذكر أن المجلس السوري التركماني تأسس نهاية آذار/مارس 2012، ضمن مؤتمر "منبر تركمان سوريا الثاني"، والذي عقد بحضور وزير الخارجية التركي آنذاك أحمد داود أوغلو، ويتبنى بعض أعضائه فصائل مقاتلة.
وتقول المنظمات التركمانية إن نحو 3,5 مليون تركماني كانوا يتواجدون في سوريا قبل الأزمة، وينتشرون في معظم المحافظات السورية، وعلى رأسها حلب واللاذقية والرقة وحمص ودمشق والقنيطرة (الجولان)، وشارك نشطاؤهم في التظاهرات المناوئة للنظام، ومع تحول الصراع في البلاد إلى مواجهات مسلحة، حملوا السلاح ضد النظام، في وقت ظهر فيه نشاط سياسي، تمثل بولادة كل من "الكتلة الوطنية التركمانية السورية"، و"الحركة الديمقراطية التركمانية السورية"، اللتين انضمتا إلى المجلس الوطني التركماني، وإلى الإئتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!