تامر كوركماز - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس
يتضح لنا اليوم خطر التنظيم الموازي بصورة أكبر، وذلك لأنه يثبت لدينا أنّ التنظيم الموازي كان سببا في وقف المساعدات العسكرية التي كانت متجهة من تركيا برا إلى جبل التركمان، وبذلك تتكشف تفاصيل جديدة عن خيانة منظمة التنظيم الموازي الإرهابية، هذه الحادثة حصلت بعد عدة أشهر من محاولة الانقلاب التي قام بها التنظيم الموازي بالتعاون مع عناصر داخلية أخرى.
لم يكتفوا بإعاقة وصول مساعدات الجمهورية التركية إلى التركمان في منطقة باير بوجاق، ولم يكتفوا بخيانة التركمان في سوريا، وإنما كانوا داعمين بصورة أساسية للعمليات التي يقوم بها نظام الأسد وإيران داخل سوريا، واتضح هذا الأمر أكثر خلال الأيام الأخيرة.
يتعرض تركمان باير بوجاق إلى قصف جوي مكثف، وحملة عسكرية مكثفة من قبل جيش الأسد، وأصبح هدفا من أهداف روسيا وإيران، وهم الآن تحت مرمى نيرانهم، وفي الوقت الذي يُقتل فيه التركمان في سوريا، يلتزم أولئك الذين يقفون ضد العدالة والتنمية، الصمت المطبق، وكأنهم بدون ألسنة ولا رأي لهم حول ما يجري، وهذا يعني أنهم راضون عن هذه الهجمات الدموية.
وفي الوقت الذي ثار فيه هؤلاء، وحفزوا الشارع للقيام بمظاهرات عنف بسبب أحداث كوباني، إلا أنهم لا يحركون ساكنا تجاه ما يجري لإخوتنا التركمان داخل الحدود السورية، وهم بذلك أسقطوا كل الأقنعة عن وجوههم، وأصبحوا عراة أمام رأي الشارع التركي.
حادثة توقيف مساعدات جهاز الاستخبارات إلى جبل تركمان، كانت خيانة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لكنها كانت سببا أيضا في كشف التنظيم الموازي بصورة أكبر، ومع نشرهم لأكاذيب تتحدث عن دعم تركيا لداعش، وثبات بطلان هذه الإشاعات، أصبحوا مكشوفين أمام الشعب التركي، وثبت أنّ التنظيم الموازي خائن للأمة والدولة.
قامت تركيا بشن أكثر من 13 هجمة جوية ضد أهداف تابعة لتنظيم الدولة على الحدود السورية بتاريخ 20 تشرين الثاني/ نوفمبر، وأنقذت بذلك قريتين للتركمان من السقوط بيد داعش، ومع شن روسيا وجيش الأسد لهجمات مكثفة ضد التركمان في منطقة بايربوجاق، أصبحت تلك المنطقة أسهل لتكون خاضعة لسيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني، اللذان يسعيان إلى تكملة السيطرة على وحدة جغرافية ممتدة لتكون وحدة أراضي كردية.
لكن لنتذكر أنّ كل المخططات التي حيكت ضد تركيا خلال السنوات القليلة الماضية قد فشلت، وستفشل هذه المخططات أيضا، وقد ثبت بطلان الأخبار التي تحدثت عن سقوط جبل التركمان، لأنّ جبل التركمان خط أحمر بالنسبة لتركيا!
على الجميع أنْ يدرك أنّ تركيا لن تقف متفرجة على التطورات الحاصلة، عليهم أنْ لا ينتظروا ذلك من تركيا، فما يجري خلف الكواليس أمر هائل، وسنرى ذلك قريبا، وأنقرة لن تخضع لهيمنة أعدائها، ونحن نتجه نحو حسابات مصيرية، سيدفع فيها أعداء تركيا الثمن غاليا، وستستمر الحرب العالمية غير المسمّاة.
تركيا المسلمة المستقلة تحارب اليوم التحالف الصليبي الصهيوني.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس