زكرياء احميداني - خاص ترك برس
في تصرف غريب عن الدبلوماسية الحكيمة للدول الكبرى قامت روسيا بشكل فردي بإعلان الحرب على داعش، وفي وقت وجيز حلقت طائراتها العسكرية من مطارات النظام السوري، وعلى عكس المتوقع كانت الضربات في اتجاه المدنيين وسقط الضحايا من الأطفال والنساء، في حين أن داعش توسعت رقعتها بل أصبحت أقوى بكثير مما كانت عليه قبل التدخل الروسي.
هذا يطرح أكثر من تساؤل. من يا ترى يمول داعش...؟ ولماذا لم نرَ أي أعمال إرهابية لهذا التنظيم في روسيا...؟ وحتى لا نذهب بعيدا، لماذا لا نرى أي عمل إرهابي لها داخل أماكن سيطرة النظام السوري...؟. هذه الإشكالية سرعان ما نجد جوابا عنها في طيات تصريح الرئيس الروسي حين قال إن هناك 40 دولة تمول داعش… هل روسيا ضمن الأربعين دولة سعادة الرئيس؟… ولماذا اخترتم سوريا بالضبط لمحاربة داعش. وأنتم تعلمون أن داعش تمول من طرف أربعين دولة كما قلتم.
وغير بعيد عن تصريحات الرئيس الروسي يقتحم طيار روسي الحدود التركية ويتجاهل التحذيرات التركية ضاربا الاتفاقيات الدولية عرض الحائط في تحد للجميع. الأكيد أنه ليس خطأ بل المسألة مقصودة ومدروسة من عدة شهور ومن المؤكد أن هناك أمور تطبخ في الخفاء، زد على ذلك دعوة الرئيس العراقي تركيا إلى سحب قواتها من الموصل… وبعدها خرج محلل إسرائيلي يؤكد أن هناك اجتماعًا سداسيًا لستة دول تتدارس كيفية محاربة تركيا.
بدأت القضية عندما أكدت تركيا وقوفها مع الثوار المعتدلين ورحبت بدخول عدد كبير من اللاجئين، وساعدت الشعب السوري ونددت بجرائم الأسد في المحافل الدولية. وقاطعت أي حوار أو مشاورات في وجود الأسد.
كما دعمت تركيا الديمقراطية في مصر ونددت بالانقلاب العسكري وفتحت الباب أمام اللاجئين السياسين المصريين، وقاطعت التطبيع مع إسرائيل حتى تكسر هذه الأخيرة الحصار على غزة.
سؤال دائما يطرحه خبراء الإجرام عند وقوع أي جريمة. من المستفيد؟ فيا ترى من المستفيد من وجود داعش في العراق والشام؟ من المستفيد من التدخل الروسي في الشام؟ من المستفيد من اختراق طائرة روسية للأجواء التركية؟ من المستفيد من التفجيرات الإرهابية التي تقع في بلدان ومناطق متفرقة من العالم؟ من المستفيد من فرض عقوبات روسيا على تركيا؟.
أكيد أن السؤال لا يحتاج إلى الكثير من التفكير ولا إلى الكثير من الحكمة والفطنة فالمستفيد من الانقلاب العسكري في مصر هو نفسه المستفيد من حصار غزة وهو نفسه المستفيد من بقاء الأسد في الحكم والمستفيد من وجود داعش في العراق والشام وهو كذلك المستفيد من توتر العلاقات بين روسيا وتركيا. إذا ظهر المعنى فلا فائدة من التكرار.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس