محمود أوفور - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
تستمر تركيا في المطاردة القانونية ضد التنظيم الموازي وضد فتح الله غولن، لكن ارتباطات التنظيم الخارجية ما تزال قوية، ولعل أقوى تلك الارتباطات وأكثرها حساسية، هي تلك الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك لأنّ غولن منذ مدة طويلة يعيش هناك، ولأنّ تأثيره هناك كبير جدا.
لكن جهود أردوغان الخاصة، وبالتعاون مع الملاحقة القانونية التي تقودها الحكومة التركية، أصبح هناك تطورات هامة، حيث استطاعت هذه الجهود وضع غولن على طاولة منظمات حقوقية ومجموعات إعلامية هامة في الولايات المتحدة الأمريكية، وبذلك أصبح غولن على أجندة السياسة الداخلية في أمريكا وهي متوجهة نحو الانتخابات، وكذلك أصبح على أجندة مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، وأصبحنا نرصد العديد من الكتابات والأبحاث والدراسات حول هذا الموضوع، ومنها ما كتب المتحدث الأسبق باسم البنتاغون، الجنرال المتقاعد غوردون.
لم تكن التفاصيل والحقائق التي ذكرها الكاتب صادمة فحسب، وإنما أنْ تحتوي مثل هذه المقالة لكاتب مسؤول في الولايات المتحدة الأمريكية طلب إعادة فتح الله غولن إلى تركيا، فهذا أمرٌ يحصل لأول مرة.
يقول الكاتب، بأنّ منظمة فتح الله غولن تبرعت لحملة هيلاري كلنتون الانتخابية بمبلغ 1 مليون دولار، وأنّ المنظمة تملك أكثر من 130 مدرسة خاصة في 30 ولاية، لتشكل أكبر شبكة مدارس خاصة في أمريكا، ولديها 1000 مدرسة أخرى في 150 دولة، وبذلك يدير مؤسسها فتح الله غولن، ما قيمته 25 مليار دولار، ولديه أكثر من 8 مليون طالب.
وأشار غوردون إلى أنّ مكتب التحقيقات الفيدرالي "FBI" يعرف تمام المعرفة منظمة فتح الله غولن، وأنه يستخدم أمورا غير مشروعة، ويسيء استعمال قوانين الهجرة في أمريكا، ويكمل الكاتب قوله بأنّ "هناك دعوى رُفعت في المحاكم الأمريكية ضد غولن، بسبب أنه يستخدم مئات الأشخاص بصورة إكراهية، وبعضهم استمر معه لمدة عامين على أنّ الأمور طبيعية، لكن بعضهم بدأ بإعادة التبرعات والدعم الذي حصل عليه من جماعة غولن، ووصل عددهم إلى 19، وبعضهم طلب من كلنتون أيضا أنْ تفعل نفس الشيء".
وبعد أنْ تحدث الكاتب عن العمليات التي تقودها تركيا ضد هذا التنظيم، ذكر أسباب تعلق الناس بغولن، حيث قال بأنّ "غولن له تأثير في الولايات المتحدة الأمريكية على محيطه، لأنه حسن المنظر، ويستخدم لغة سلمية، وأصبح رمزا للإسلام المعتدل، ويقف بشدة ضد الإرهاب، وهذه الأمور تستسيغها الآذان.
وتحدث غوردون في نهاية مقالته، عن الإجابة على سؤال "ماذا علينا أنْ نفعل"، وذلك بأنّ الإجابة تكمن في "أنْ يناقش المجتمع هذه القضية، وعلى المسؤولين التصرف بمسؤولية تجاه غولن، وأنْ يخبروا الناس بالحقائق، وعليهم إعادة كل قرش أخذوه من غولن، وعلى مكتب التحقيقات الفيدرالي متابعة الموضوع قانونيا، وآخر شيء، على غولن حمل حقائبه والعودة فورا إلى أنقرة، وكلما حصل هذا بأسرع وقت ممكن، كان أفضل لنا".
وملخص المرحلة التي وصل إليها غولن، يشير إليه أحد المختصين في الشأن الأمريكي، حيث قال بأنّ "وضع غولن صعب، سواء فاز الجمهوريين أو الديمقراطيين في الانتخابات الأمريكية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس