ترك برس
انتابت الكثير من المواطنين الأتراك والباحثين والمحللين وحتى الساسة حالة تعجب واستهجان وتهكم شديدة عقب تصريح الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بأن "أتاتورك الآن يتقلب في قبره بسبب سياسة "أسلمة" الدولة التي تنتهجها حكومة حزب العدالة والتنمية".
وكان الباحث السياسي"محمد شكار"، الكاتب والصحافي السياسي في صحيفة "يني شفق" أحد المتهكمين والمستغربين من تصريحات بوتين، واعتبر شكار هذه التصريحات بالغريبة والمضحكة التي يمكن أن تصبح "طرفة" الموسم الأخير للعام الحالي الذي قارب على الانتهاء.
ونوه شكار، في مقاله "خوف المؤمن بوتين"، إلى أن "تصريحات بوتين تناقض الواقع التركي بشكل كبير، إذ كيف يقوم حزب العدالة والتنمية بأسلمة دولة 99% من مواطنيها يحملون الهوية المسلمة!، يبدو أن بوتين في الآونة الأخيرة يعيش في حالة تخبط كبيرة، جعلته يصرح بتصريحات لا يمكن أن تصدر من زعيم النظام السوري "الدمية" "بشار الأسد".
وأشار شكار إلى تصريحات الرئيس الروسي الأخيرة التي أكد من خلالها "أنه لم يعد هناك مجال للتفاهم بين تركيا وروسيا، لا سيما في ظل مرافقة تصريحاته المستهدفة لتركيا وقيادتها عددًا من الإجراءات السياسية والاقتصادية والعسكرية، تلك الإجراءات التصعيدية ستجعل تركيا تتجه إلى استخدام خيارات أخرى ستمعض بوتين ذلك الرجل القلق على عظام أتاتورك".
وأكمل شكار حديثه مبينًا أن "لغة التهديد التي استخدمها بوتين في تصريحاته مثل "كان الأتراك يخترقون الأجواء السيادية لسوريا تكرارًا ومرارًا قبل حادثة إسقاط الطائرة ولكن الآن بعد إسقاط الطائرة فليجربوا ذلك"، تغلق جميع الآفاق أمام إمكانية تطبيع العلاقات الروسية التركية من جديد".
ولم يكن اتهام بوتين للحكومة التركية بأسلمة الدولة الأول من نوعه بل كان مكررًا، إذ سبقه الاتهام الأول في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر المنصرم، أي في يوم حادثة إسقاط الطائرة، ويرى البعض أن اتهام بوتين لتركيا وحكومتها بهذه الاتهامات اللاذعة بعد سويعات قليلة من إسقاط الطائرة، يشير إلى وجود نوايا مبيتة لدى الرئيس الروسي بوتين لمعادة تركيا وعزلها عن الساحة بشكل كامل، من خلال اتهامها بعدد من الاتهامات الباطلة التي تُفتر من وتيرة نشاطها الداعم للقضايا العادلة في المنطقة، ويجعلها تنشغل ببعض القضايا الجانبية لتبرير موقفها والدفاع عن نفسها.
وفي سياق متصل، أكد الباحث السياسي طه داغلي، في مقاله "الخطة الأصلية لبوتين فيما يتعلق بتركيا"، أن "روسيا كانت على فارغ الصبر تنتظر أي تحرك من تركيا تجاه قواتها أو تجاه القوات السورية التابعة للنظام السوري، لتحجب تركيا عن الساحة بشكل كامل، ويبدو أن حادثة الطائرة التي يساورني الشك بأنها جاءات بناءًا على خطة عسكرية مُحكمة، هو الهدف الذي حققته روسيا لإبعاد تركيا عن الساحة السورية".
وتابع داغلي: "ما يدل على أن روسيا انتظرت الفرصة المناسبة لانتهازها واتهام تركيا بدعم داعش وبعض المنظمات الإرهابية قيام روسيا باختراق الأجواء التركية منذ 23 تشرين الأول/ أكتوبر وحتى 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 11 مرة، وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة من القيادة العسكرية التركية للملحق العسكري الروسي، إلا أن روسيا لم تأبه بذلك وأصرت على اختراقها للأجواء التركية".
وأوضح داغلي أن "بوتين عندما يقول "أتاتورك الآن يتقلب في قبره بسبب سياسة "أسلمة" الدولة التي تنتهجها حكومة حزب العدالة والتنمية"، فهو يعي ما يقول ولا يتفوه بذلك من فراغ، بل يعلم جيدًا أن هناك قرابة 27% من أطياف الشعب التركي تعارض الحكومة التركية معارضة شديدة، ويدرك جيدًا أن الخلاف الإيدولوجي لهذه الطائفة مع حكومة حزب العدالة والتنمية أعماها وجعلها مستعدة لدعم أي قوة خارجية قادرة على احراج الحكومة التركية على الساحتين الداخلية والخارجية".
وأضاف داغلي أنه "بالفعل أشاد الكثير من منتسبي هذه الطائفة بتصريحات بوتين، وحتى قام أحد النواب عن حزب الشعب الجمهوري وهو "أردام أران"، خلال تصريحاته لأحد القنوات الروسية، باتهام تركيا بدعم داعش بشكل فعلي، وهذا ما يثبت استهداف بوتين بشكل متعمد لهذه الطائفة لقلبها على الحكومة وجعلها تخرج إلى الشارع وتحدث بعض الخلافات الداخلية".
ومن الجدير بالذكر، أن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" رد على اتهامات بوتين الأولى لحكومة حزب العدالة والتنمية بأسلمة الدولة بالقول: "نحن لا نؤسلم شعبًا أسلم قبل 11 قرنًا، ولا نؤسلم شعبًا نسبة المسلمين فيه 99%، أنصح بوتين بالتحلي بالحكمة والابتعاد عن الاتهامات الباطلة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!