الجزيرة ترك - ترجمة وتحرير ترك برس
قال "محمد غيرز" 11 عاما في أثناء حواره مع الجزيرة التركية: "إني لا أود العمل بل أود إتمام دراستي". في إثر تصريحات "محمد" تحرك البعض من محبي المساعدة، وبفضل هؤلاء عاد محمد إلى المدرسة. وبمشاركة وتدخل الجمعيات الخيرية يجلس الآن محمد ومعه أربعون ولدا على المقاعد الدراسية.
يقول الطفل محمد غيرز السوري: "تعبت كثيرا عندما كنت أعمل، والآن تركت العمل ولا أشعر بالتعب. وأنا أذهب مثل بقية الطلاب إلى المدرسة. وأتمنى أن أدرس بشكل جيد لكي أحصل على علامات عالية وطموحي هو أن أصبح طبيبا.
كان محمد قد فقد أباه في حرب سوريا وجاء مع عائلته إلى تركيا وهو يعيش مع عائلته المكونة من ثمانية أشخاص في أسينيورت".
محمد كان يعمل بمقابل 300 ليرة شهريا وفي آخر الأسبوع كان يذهب إلى معهد أسس من قبل فريق من المتطوعين للذين ليست لديهم الإمكانية للذهاب الى المدرسة.
في إثر انتشار حوار الجزيرة ترك مع محمد قام عشرات من محبي الخير بمساعدته. وقد ترك العمل وتم تسجيله في المدرسة السورية "قادمون" في أسينيورت.
بعد الآن لن يضطر محمد للاستيقاظ باكرا للذهاب إلى العمل سبعة أيام في الأسبوع. لا تعب بعد اليوم. سيذهب إلى المدرسة مثل أقرانه ويقضي أوقاته مع أصدقائه.
هبة وصديقتها دعاء سوريتان تعملان في جمعية سواعد، تجولان من منطقة إلى أخرى في إسطنبول بحثا عن الأطفال السوريين الذين ليس لديهم الإمكانية للدخول إلى المدرسة ليساعدوهم. تقول "دعاء فتوح": "وصلنا كثير من المساعدات الخيرية بعد انتشار خبر محمد؛ ووصلنا كثير من الراغبين في مساعدة الآخرين. وطلبت جمعية صدقة طاش أن تعمل معنا في هذا المجال. ونحن الان نطور مشروعا سويا معها. وتم تسجيل مجموعة تتكون من 40 طالبًا بعد مذكرة تعاون أولية مع جمعية صدقة طاش. وهؤلاء الأطفال يشاركون الآن في دورات مكثفة لتعويض الدروس والاندماج مع الآخرين. لأن الأطفال كانوا بعيدين فترة طويلة عن المدرسة. وقوبل عملنا من قبل العائلات بغاية السرور. ونتمنى إن شاء الله أن يستمر عملنا مع جمعية سواعد وصدقة طاش في هذا المجال لمساعدة الأيتام بشكل أكبر".
هبة - التي لاتريد التصريح بكنيتها لأن عائلتها ما زالت في سورية - تقول: "تسجيل الأولاد في المدارس خطوة مهمة وتطور جيد ولكن لا يكفي أن يتم تسجيل الأطفال في المدارس فقط، ولكن: "أغلب هؤلاء الأطفال أيتام وهم يعيشون ثمانية أو عشرة أشخاص في بيت واحد، وأحيانا يزداد عدد السكان عن ذلك في البيت الواحد".
ومعظم ذوي الأطفال يتقاضون معاشات متدنية لذلك يضطر الأطفال للعمل ساعات طويلة لمساعدة أهاليهم في المصروف، وهم مضطرون لمغادرة المنزل أيضًا. والأطفال لايستطيعون الذهاب إلى المدرسة لأن الوقت ليس في صالحهم فهم مضطرون لمساعدة أهاليهم".
يقول السيد كمال أوزدال رئيس جمعية صدقة طاش (Sedaka Taşı) إنه يود أن يرسل المزيد من الأطفال إلى المدارس.
لهؤلاء الأطفال الذين يودون الذهاب إلى المدارس، انطلق مشروع جمعية صدقة طاش، يقول رئيس الجمعية كمال اوزدال: "بعد انتشار خبر محمد قامت هبة بإقامة هذا المشروع بمساعدة السيدات، في تركيا وحدها 400 ألف طفل لا يلقى تعليمه، نحن أدخلنا فقط 40 طفلًا إلى المدرسة ولم نصل بعد إلى باقي الأطفال الذين يودون أن يكملوا التعليم، ويوجد الكثير منهم طبعًا، لهذا السبب نحن نطور مشروعنا لثلاث أهداف: الأول يستهدف الأطفال الذين هربوا من الحرب ولم يتلقوا أي تعليم في أي مدرسة سيتم تعليمهم بشكل مكثف، ويتم إعداد برنامج مكثف لهم للدخول في المدارس وتسجيلهم مع الطلاب. والثاني لهؤلاء الطلاب الذين يشتغلون، وتسجيلهم في المدارس. الثالث للطلاب الذين لا يمكنهم تحمل تكاليف الدراسة، سيتم دعم عائلاتهم ماديًا لإكمال دراستهم. هذا ما نستطيع أن نكفلهم به. هذا يعني أننا نريد أن نصل لتلك الأسر ونكفلهم ماديًا ليرسلوا أولادهم إلى المدارس".
يضيف أوزدال: "في إطار هذا العمل تقوم الآنسة هبة بالبحث منطقة منطقة عن العوائل التي تحتاج إلى الدعم المادي لإرسال أطفالها إلى المدارس والبحث عن الأطفال الذين يعملون لإدراجها في قوائمنا. وبعد ذلك سيتم تسجيل هؤلاء الأطفال في المدارس ودعم الأسر المحتاجة، وفي نفس الوقت ستقوم الأنسة هبة بزيارة تلك الأسر والاطلاع على أحوالها ومتابعة الطلاب بالتعاون مع جمعية صدقة طاش التي تقوم بكفالتهم على شكل مساعدات خيرية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!