بريل ديدي أوغلو – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
تحارب وحدات حماية الشعب الكردي تنظيم داعش مع روسيا وتركيا وأمريكا، وبينما تدعم كل من أمريكا وروسيا وحدات حماية الشعب فإن تركيا لا تفعل، كما وتشارك إيران في هذه المعركة بعدما حصلت على الدعم الأمريكي والروسي، وفي نفس الوقت فإن الموقف التركي غير راضي عن سياسات إيران، وفي الآونة الأخيرة أعلنت السعودية أنها مشاركة في الحرب على التنظيم أيضا وهي غير متفقة مع إيران.
في نفس الوقت ستجد الدول الأوروبية مشاركة أيضا في حرب تنظيم داعش لو سألتهم عن ذلك رغم عدم وضوح تصوراتها السياسية بعد، وسيظهر لك وكان كل الأطراف تحارب هذا التنظيم رغم أنهم هم من أوجده ليكون دعايتهم من أجل المشاركة في حصص الصراع بالمنطقة، ولهذا يكون السؤال الصحيح هنا هو: في أي طرف يقف كل عنصر من هؤلاء في المشهد السوري؟
لا تعارض الدولة التركية وجود مناطق كردية مستقلة في حدودها الجنوبية، لكن ما تعارضه أن تكون هذه المناطق معادية لها وتعتمد على الدعم الروسي والإيراني ونظام الأسد. وبينما تقوم كل من روسيا وأمريكا بدعم حزب الاتحاد الديمقراطي نرى أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لم يحددوا موقفهم النهائي بعد بسبب الورقة التي تعمد تركيا على استخدامها، وهي بالسؤال عن حرب تنظيم داعش دون حزب الاتحاد الديمقراطي في ظل أزمة اللاجئين.
في البداية كان الظهور الألماني الذي قال "لا نريد أن يأتي إلينا أُناس كُثر" في إشارة إلى المهاجرين السوريين، وفضلت أن يكون تدخلها في الأزمة السورية بشكل غير مباشر وعن بُعد. ثم تدخلت فرنسا التي كان بإمكانها قلب المعادلة عن طريق اختيار الجانب التركي ومجابهة الصعود الألماني، لكنها لم تفعل. وتدخلت من بعد ذلك إنجلترا التي كانت تُحفّز أمريكا على مجابهة روسيا، لكن أمريكا اختارت غير ذلك الطريق بتحالفها مع الروس، وما زال الإنجليز يضغطون على أمريكا من أجل تغيير خطوتهم الاستراتيجية.
بعد إفراغ الأمريكان الساحة للروس حاول حزب الاتحاد الديمقراطي استغلال الدعم الروسي والأمريكي، وبسبب هذا لم تستطع أمريكا أن تحافظ على علاقتها الجيدة مع تركيا رغم الوساطة السعودية، كما ولم تستطع أمريكا تطوير استراتيجية تجمع الأطراف الأوروبية في جبهة واحدة. وفي هذه الاثناء فإن عنوان المرحلة القادمة سيكون العراك السعودي الإيراني، فبتدخل السعودية المحتمل في الساحة السورية سيفتح باب الرهان من جديد، فإما أن يتفق الطرفان أو يختلفا، وسيعتمد ذلك على ما ستختاره الدول الداعمة لكل طرف.
يتشارك الروس والأمريكان في كثير من تفاصيل اللعبة السورية، فكلا البلدان يريد من تركيا أن تدخل في الأزمة السورية وتفشل في هذا التدخل، لأن فشلها هذا سيعني حاجتها لمن يُنقذها، فيستغلوا هذا الفرصة حتى يساوموها على الإنقاذ، لهذا نراهم يدعمون حزب الاتحاد الديمقراطي، كما ونرى دعمهم للعراك السعودي الإيراني، لكن الموقف المضاد لبعض الدول الأوروبية عارض هذا السيناريو وسار في طريق إصلاح العلاقات بين إيران والسعودية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس