رحيم إر – صحيفة تركيا – ترجمة وتحرير ترك برس
بعد انتهاء الاتحاد السوفيتي عام 1989 أصبحت علاقتنا مع الروس جيدة، وكأن جدار برين كان بيننا نحن، فمنذ عام 1990 و2016 وخلال 25 سنة تعززت العلاقات وصبحت طيبة، فتوسعت التجارة وفُتحت أبوابها بين البلدين، حتى شارك متعهدونا في باء مدنهم، كما وفُتحت طرق السياحة بين البلدين وازدهرت.
كنت اسمع ذاك القول المشهور بين القدماء "لن يُعطيك الدب هدية كما لن تستطيع أن تجد صديقا في موسكو"، وكنت أتعجب من هذا المثل وأظن أن أجدادنا مخطئين في حكمهم على الروس، لكن ومع تكشف الأوراق وظهور الأمور على حقائقها عرفنا أن ما قاله الأجداد كان صوابا أصاب عين الحقيقة وأننا نحن من أخطأ. فعندما وجدت موسكو فرصتها من جديد لم تفوت اللحظة وبدأت بجورجيا ثم أوكرانيا والقرم، وعندما رأت غبار المعركة في سوريا أسرعت مُهرولة تطلب حقها باسم محاربة داعش.
مع استمرار الأخطاء الأمريكية في الشرق الأوسط وجد الروس موطئ قدمهم في حوض البحر الأبيض المتوسط، فجاؤوا يدوسون بأقدامهم الثقيلة ليحطموا الربيع العربي ويفعلوا أسحارهم الداعشية. فمثلت واشنطن بانها تستخدم حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني كقوات أرضية لها بشكل منفص مع دعم جوي بالطائرات والصواريخ، وفي نفس الوقت كانت وحدات حماية الشعب الكردي تنسق مع الأسد لتشغل محل القوات الأرضية للجيش الروسي. وبينما ينفخ أوباما في بالون داعش وهو يتسلم جائزة نوبل للسلام كانت أمريكا وفي كل مستوياتها السياسية تحاول دغدغة عواطفنا بمشاريعها التي تعرضها على البيت الأبيض والبنتاغون والخارجية الأمريكية.
وفي هذه الغيبوبة الأمريكية نرى الطائرات الروسية وهي تحلق في الأجواء السورية لتقتل وتدمر وترتكب المجاز بأهل السنة، فهي تستهدف المعارضة المسلحة دون داعش الذي تدعي محاربته، فتدمر المستشفيات والمدارس وتقتل النساء والأطفال والشيوخ، لتعيد جرائما في القرم عام 1944 ولكن بالحلة السورية، ليسطر بهذا بوتين وميدفيدف أسمائهم بالدم كما لمن يفعل من قبل ستالين في أيام الاتحاد السوفيتي، وظن الروس بعد كل هذا بأنهم ملكوا البحر البيض والأسود وأنها باتت بحيرتهم الخاصة.
في ضوء كل هذا الإجرام الروسي أسأل: لماذا تم إنشاء الناتو؟ وضد من تم إنشاؤه؟ ولماذا يكتفي الناتو بالمشاهدة ولا يتحرك؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس