ترك برس
أكّد المتحدث باسم الرئاسة التركية "إبراهيم كالين" أنّ مظالم رئيس النظام السوري بشار الأسد بحق أكراد سوريا، استمرت حتّى العام الماضي، وأنه بدأ يحاول منذ ذلك الحين لكسب الأكراد إلى صفه بسبب توافق مصالحه مع مصالح حزب الاتحاد الديمقراطي (الذراع السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية).
وأوضح كالين في مقالته التي نشرت على صحيفة "صباح"، أنّ بشار الأسد ينتهج منهج والده "حافظ الأسد" في كيفية التعامل مع الأكراد واضطهادهم، حيث قال في هذا السياق: "الجميع يذكر كيف احتضن الأسد الأب عناصر حزب العمال الكردستاني في ثمانينيات القرن الماضي، وعندما شعر بخطرهم على حكمه، طردهم جميعاً بما فيهم زعيمهم عبد الله أوجلا، وبعد أن استلم بشار الأسد مقاليد الحكم، بدأ يسير على تهج والده إلى أن توافقت مصالحه مع مصالح حزب الاتحاد الديمقراطي، فبدأ يحاول كسب الأكراد إلى صفه".
ولفت كالين إلى أنّ اتفاق حزب الاتحاد الديمقراطي مع النظام السوري، يعّد أكبر إهانة لأكراد سوريا، مشيراً أنّ حزب الاتحاد الديمقراطي لا يمثل الأكراد، وما هم إلا لعب بيد القوى المتصارعة في سوريا والمتمثلة بالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.
وأفاد المتحدث باسم الرئاسة التركية، أنّ الهدف النهائي لحزب الاتحاد الديمقراطي، هو توسيع رقعة الأراضي التي تسيطر عليها، بحجة مكافحة تنظيم داعش، منوهاً إلى أنّ العالم بدأ يترقب لما سيجري في سوريا، عقب بدء سريان اتفاق ميونخ حول وقف الأعمال القتالية اعتباراً من ليلة السبت الفائت.
وجدد كالين معارضة بلاده الشديدة لتشكيل منظمة بي كا كا، التي تحصل على دعم من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، دولة إرهابية ذات كيان سياسي مستقل، في شمال سوريا، معتبراً أنّ هذه الخطوة، لا علاقة لها بادعاءات الدفاع عن حقوق الاكراد في شمال سوريا، ومشدداً في هذا السياق على أنّ تركيا تدافع عن حقوق الأكراد سواء في سوريا أو في العراق.
وتابع قائلاً: "الرئيس رجب طيب أردوغان، هو أول شخص طالب بحقوق الأكراد في سوريا، وعندما تعرضت مدينة عين العرب (كوباني) لهجوم داعش، قامت تركيا باحتضان أكثر من 200 ألف كردي، قدِموا من تلك المنطقة".
ولفت كالين إلى أنّ الصراع الدائر في سوريا بدأ يأخذ منحى أبعد من محاولة القضاء على تنظيم داعش، وأنّ هذا الصراع بدأ يتحول إلى تهديد حقيقي على أمن تركيا في مناطقها الجنوبية.
وأعرب كالين عن تزايد قلق أنقرة من استمرار الحرب في سوريا، لافتاً أنّ تركيا تدعم كافة الخطوات التي يتخذها التحالف الدولي ضدّ داعش، على اعتبار أنها جزء من التحالف الدولي لمكافحة هذا التنظيم.
وأفاد أنّ من ضمن الأسباب التي تثير قلق ومخاوف أنقرة تجاه حزب الاتحاد الديمقراطي، هو ارتباطه الوثيق بمنظمة بي كا كا، التي تقوم بعمليات إرهابية ضدّ المواطنين والعسكريين الأتراك، مشيراً في هذا السياق، إلى قيام عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي بتقديم السلاح والموارد البشرية لمنظمة بي كا كا.
وتابع كالين قائلاً: "تعمل تركيا على حماية حدودها من خطر تنظيم داعش والمقاتلين الأجانب، كما تتخذ إجراءاتها اللازمة للحيلولة دون وصول الدعم من الجانب السوري لعناصر منظمة بي كا كا".
وتطرق كالين إلى مراحل تأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا، مبيناً أنّ الحزب تأسس عام 2003، بأمر مباشر من زعيم منظمة "بي كا كا" عبد الله أوجلان، مشيراً أنّ 20 بالمئة من عناصر حزب العمال الكردستاني، من السوريين.
ودعا مؤيدي منظمة بي كا كا من السياسيين (في إشارة منه إلى حزب الشعوب الديمقراطي)، إلى العمل على إنهاء كافة مظاهر الإرهاب، وإعلان التخلي عن السلاح، إن كانوا جادّين في العودة إلى محادثات مسيرة المصالحة الوطنية التي توقفت عقب تعاظم الهجمات الإرهابية التي أعقبت انتخابات 7 حزيران الماضي.
واتهم كالين بعض الجهات التي تدّعي بأنّ موقف أنقرة تجاه حزب الاتحاد الديمقراطي ومنظمة بي كا كا، ناجم عن عداء تركيا للأكراد، بالنفاق والكذب، مؤكدًا أنّ أنقرة ليست لديها مشاكل مع أكراد تركيا وسوريا والعراق وإيران، إنما تقوم تركيا بمكافحة المجموعات الإرهابية التي تأسست على أساس ديني أو مذهبي أو أيديولوجي، والتي تهدد أمن وسلامة أراضيها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!