بكر هازار – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس

تتعرض تركيا وبشكل يومي لكل أصناف وأشكال الهجمات المتوقعة وغير المتوقعة والتي تهدف إلى تحجيم دورها الريادي في المنطقة باعتبارها مفتاح الشرق الأوسط، وفي ذلك يقول كاموران من إيران إنه يوجد ما لا يقل عن 200 ألف خائن يعيش بين ظهرانينا، وتعمل إيران على استخدام هؤلاء الخونة حتى تستطيع تطويق تركيا ونقل المعركة من خارج تركيا إلى داخلها لتكون أكثر إيلاما وتشتيتا لدورها الإقليمي والعالمي. ومع كل هذه الهجمات ما زلنا نرى إلى الآن الكثير من الأغبياء والمغفلين الذين لم يبصروا هذه الحقائق الظاهرة، فتراهم يدافعون من منصاتهم الإعلامية والحقوقية أو غيرها عن الإرهاب أو الأفعال الإرهابية بأسماء وطوابع أخرى مبطنة.

بين هذه الحقائق توجد حقائق أخرى أكبر مثل ما تقوم به أمريكا من محاولة تفكيك الاتحاد الأوروبي والعمل على إضعافه من أجل إسقاط اليورو وفرض الدولار مكانه، كما تقوم واشنطن بكل ما تستطيع من أجل الحفاظ على حصرية التحكم في أفريقيا والشرق الأوسط، ولهذا دخلت من قبل حرب الخليج وتقوم اليوم بالتهديد بعصا الإرهاب كما تفعل الآن في الحرب الطاحنة التي تجري في سوريا، فهي تستخدم حزب الاتحاد الديمقراطي بشكل مباشر وتستخدم مليشيات حزب الله بشكل غير مباشر عبر حليفها روسيا. في نفس السياق نرى روسيا أيضا تسعى لإضعاف الاتحاد الأوروبي من أجل تقوية مواقفها وموقعها السياسي في المنطقة، فبإضعاف الدول الأوروبية تستطيع روسيا مواجهة أوكرانيا الضعيفة دون سند أوروبي، ولهذا فإننا نرى اليوم الرغبة الأمريكية والروسية في رحيل ميركل والدور الألماني لأنه الحلقة الأقوى في سلسلة الدول الأوروبية.

ترى أمريكا وروسيا في ميركل حلقة الوصل الأخيرة في الاتحاد الأوروبي وفي حال استطاعت إضعاف أو تحجيم هذه الحلقة فإن الاتحاد الأوروبي سينهار، ولهذا فإنهم يركزون في هجماتهم على ميركل عن طريق خلق مشكلة اللاجئين واستخدامها كورقة ضغط لإخضاع ألمانيا وأوروبا، وفي إطار هذه الأهداف المشتركة تزاوجت السياسة الأمريكية مع الروسية حتى أنتجت لنا كل تلك القنابل التي تهطل دمارا كالمطر الغزير في اللية الكبيسة، ومع نجاح ورقة ضغطهم هذه بتنا نسمع ونرى التصريحات المختلفة الصادرة عن الدوائر السياسية في دول الاتحاد الأوروبي والتي تقر بخطورة أزمة اللاجئين، وكان آخرها ما حصل في ألمانيا عندما اجتمع البرلمان وتحدثت فيه ميركل عن مدى خطورة أزمة اللاجئين.

في ضوء هذه الحقائق أدركت أوروبا أن خلاصها ونجاتها يكون بدعم صمود تركيا، ولهذا نرى ومنذ أيام قليلة ماضية كل هذا التواصل المستمر الذي تقوم به ميركل ممثلة بالطرف الألماني مع أنقرة، وكذلك سمعنا نداءات الإنجليز لحكومتهم وهم يطالبونها بأخذ الجانب التركي كما جاء في صحيفة الغارديان على سبيل المثال. وردا على هذا تعمل كل من أمريكا وروسيا على تخويف الغرب والعالم من مغبة الوقوف في الصف التركي باستخدام عصا الإرهاب والمنظمات الإرهابية، لكن ماذا عساهم يفعلون وتركيا ممر العبور إليهم كما قال السلطان عبد الحميد من قبل!

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس