راسم أوزان كوتاهيلي – صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
في مقالة الأمس كنت قد تحدثت عن لعبة جماعة غولن ضدنا نحن الذين نعاني من حساسية مزمنة ضد الظلم الإسرائيلي، وعندما أقول لعبة جماعة غولن يتبادر إلى ذهني أحد الكتاب والأصدقاء الأعزاء الذي كان من السباقين في مجموعتنا نحن الكتاب الذين تنبهنا لخطر هذه الجماعة ولعبتها في هذا المضمار منذ عام 2011م وكتبنا المقالات التي تحذر من مغبة ذلك، على كل عندما يحين الوقت سأذكر اسم هذا الصديق والكاتب العزيز والبطل المجهول وسأتحدث عنه بإسهاب وسأشير الى مقالاته تلك. لأعود إلى صلب الموضوع من جديد؛ عندما أمسكت بقلمي متحدثا عن قرار القاضي التابع لجماعة غولن في قضية سفينة مافي مرمرة الصادر مؤخرا والمتعلق بأصدر مذكرة اعتقال بحق أربعة من القادة الإسرائيليين، تصدر مجموعة من الكتاب الإسلاميين لمقالي ذلك وكتبوا بدورهم ردودا عنيفة وقوية وانتقدوني بأسلوب شرس...
***
سأعيد صياغة أفكاري من جديد وأقول، لا يجب أن يمنعنا غضبنا العاطفي ضد الجريمة النكراء والمجزرة التي ارتكبتها دولة إسرائيل ونفذتها ضد سفينة مافي مرمرة من تحليل الأمور بمنطقية وعقل ولا يمكن أن نسمح لهذه العاطفة ان تمنعنا من معالجة الأمور داخل إطار المنطق. إذ لا يمكننا زعزعة سلطنة إرهاب إسرائيل إلا إذا اتحد العقل والمنطق مع الشجاعة والإقدام، وتركيا هي الدولة الوحيدة في العالم الإسلامي القادرة على هذا. الغضب الذي يخلوا من العقلانية والمنطق لا يمكنه إلا منح إسرائيل وإرهاب إسرائيل مكان في أجندات العمل التركية ويزيد تأثير هذا الإرهاب علينا...
***
ستتذكرون أن جماعة غولن ذات الموقف المخزي والرذيل في قضية مجزرة سفينة مافي مرمرة، هذه الجماعة التي سعت للزج بأعضاء كرام يتبعون لجمعية عزيزة مثل هيئة الإغاثة الإنسانية (IHH) في السجون سابقا واتهامهم بالإرهاب، هي في الحقيقة تقدم يد العون لإسرائيل بقرار القاضي التابع للجماعة بإصدار مذكرة اعتقال بحق أربعة شخصيات إسرائيلية رفيعة المستوى، هناك عملية جديدة تخطط لها جماعة غولن تحوم في الأجواء التي يطغى عليها الزيف...
***
هذا الوضع وهذه الأجواء تسببت لي بالانزعاج وعدم الراحة واتخذت قراري بالتركيز عليها وفي سبيل ذلك أجريت اتصالاتي مع اعلى المستويات في هذه الدولة، وكانت تقديراتي وتوقعاتي صحيحة وصائبة حيث أن الجميع يشاركني الأفكار والظنون أن الكيان الموازي يكمن خلف قرار المحكمة هذا، فجماعة بنسلفانيا تحاول استثمار واستغلال الوجدان المرهف الحساس المتعلق بقضية سفينة مافي مرمرة.
***
بدوري، أمسكت بقلمي وطرحت هذه الحقائق في مقالة كتبتها في اللغة الإنجليزية ونشرتها في إحدى وسائل الإعلام والصحافة التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، هذه المقالة التي تسببت بارتباك وخلخلة في المستوى الداخلي والخارجي على حد سواء. حيث ان المقالة التي أظهرت جماعة غولن وكأنها كيان معادٍ لإسرائيل خلطت الحابل بالنابل خصوصا أن أعضاء جماعة فتح الله غولن يحاولون الظهور عالميا بمظهر الصديق لإسرائيل ولا يكفون عن التذلل لها، فالتنظيم الموازي يحاول داخليا الظهور بمظهر العداء لإسرائيل ويعمل خارجيا بعمليات مستمرة على إظهار حزب العدالة والتنمية بمظهر العدو لإسرائيل وللولايات المتحدة الأمريكية سعيا لعزل طيب أردوغان عالميا والتضيق عليه...
***
وبناء عليه قام المجلس الأعلى للقضاة والمدعين العامين (HSYK) في مرسومه الصيفي بإنزال رتبة رئيس محكمة الجنايات إسطنبول المنطقة السابعة من رتبة رئيس محكمة لرتبة قاضي. لم تقف وسائل الإعلام التابعة للنظام الموازي مكتوفة الأيدي وحاولت جاهدة الدفاع عن هذا القاضي ضد مرسوم المجلس، وحاول الكيان الموازي الذي أشبعت روحه بالنفور والعداء اتجاه قضية سفينة مرمرة والمشهور بمواقفه المتناسقة مع إرهاب إسرائيل، حاول ان يركب الموجة ويلعب على الأوتار الحساسة ليهاجم حكومة حزب العدالة والتنمية...
***
في ضوء هذا الواقع وهذه الصورة يتبين جليا سبب عدم راحة الكيان الموازي وانزعاجه من عودة العلاقات بين تركيا وإسرائيل، إعادة التطبيع مع إسرائيل وعودة العلاقات الى سابق عهدها هي نقطة أساسية في الاستراتيجية التي ستقضي على جماعة غولن والتنظيم الموازي من الجذور…
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس