محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
تدهورت العلاقات الثنائية التي جمعت تركيا وروسيا بعد أزمة إسقاط الطائرة، وتأثرت على إثرها مجالات التعاون التي ربطت البلدين؛ وكان أبرز المتأثرين هو الاقتصاد والتبادل التجاري بينهما، لكن هذا القطع بعد الوصال الذي بدأ مع انتهاء الحرب الباردة وشمل تعاون بين البلدين في أصعدة كثيرة لا يُمكن أن يُقبل بشكل مفاجئ بسبب تطورات الأزمة السورية، فضرورة إعادة المياه إلى مجاريها بات مطلبا منطقيا وواقعيا تفرضه التطورات المتلاحق للأوضاع السياسية في المنطقة.
مع مرور الأيام أصبح كلا الطرفان يعلمان الابعاد الحقيقية لفداحة خطئهما، وعبّر عن ذلك متحدث الخارجية الروسي في لقاء له مع راديو الحرية الأمريكي وقال "لم تكن تركيا هي الطرف الوحيد الذي ساءت في علاقتنا معها، ولهذا فإن موسكو تريد جمع الأطراف حول طاولة المفاوضات للاتفاق معهم، كما وترى موسكو أن أزمتها مع أنقرة ليست إلا أزمة مؤقتة"، كما رأينا سابقا فقد ظهرت نوايا إعادة العلاقات واضحة وجلية.
في المقابل رد رئيس الوزراء داود أوغلو على اسئلة الصحفيين التي سألته عن رده على كلمات متحدث الخارجية الروسي فقال "نحن أيضا نؤمن بأن الأزمة بيننا ليست إلا أزمة مؤقته وستنتهي" وأضاف النقاط التالية:
- سبب هذه الأزمة كان إسقاط الطائرة الروسية من طرف قوات الدفاع الجوي بعدما اخترقت الطائرة أجواءنا، حيث تم إسقاطها وفقا لقواعد الاشتباك دون أن نعلم أن الطائرة روسية، ولهذا ومن لحظة إسقاط الطائرة أوضحنا بأن الأمر ليس مقصودا وإنما حدث وفقا لقواعد الاشتباك وقلنا إن ما حدث لن يكون إلا مشكلة لحظية وقصيرة المدى ولن تتطور الأمور لتكون أزمة عميقة بين البلدين، لكن الردود الروسية على نوايانا كانت دائما تأتينا سلبية وتزيد من عمق الأزمة.
- نحن ومنذ بداية الأزمة علمنا وآمنا بأنها ستكون أزمة عابرة، وهو أيضا ما فكر به كل السياسيون العقلانيون من الأتراك والروس، إذ يجب على القيادة الروسية والتركية بذل كل الجهود من أجل تطوير العلاقة بينهما؛ لأننا لا نستطيع تغيير جغرافية المنطقة، كما لا نستطيع تجاهل مصالح الطرفين والأطراف الأخرى، ولهذا فإنني أتمنى أن تخطو كلا القيادتين خطوات إيجابية وفعالة من أجل عبور هذه الأزمة.
نتمنى أن تعقل موسكو رسالة داود اوغلو وأن تقيّم الأمور بشكل جيد حتى تعيد العلاقات التركية الروسية البنّاءة من جديد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس