ولاء خضير - خاص ترك برس
تتميز مدن شرق البحر الأسود في تركيا، كونها ذات طبيعة جميلة، وتاريخ عميق، وثقافة غنية، كما أنها تحتوي عددًا من المغارات الرائعة، التي تتميز بجمالها وطبيعتها الخلابة، والتي تشكلت منذ ملايين السنين، حيث أن منطقة شرق البحر الأسود، شمال شرق تركيا، بجمالها فوق وتحت سطح الأرض، باتت مكانًا يجذب الزوار والسياح من جميع دول العالم.
تتمتع مدن شرق البحر الأسود بتنوع تضاريسها، من الجبال، والسهول، والغابات الكثيفة، والأنهار، والبحيرات، والشلالات، بالإضافة الى المغارات، التي باتت في السنوات الأخيرة وجهةً سياحية مميزة، وفي هذا الموضوع نتناول أشهرها.
مغارة كاراجا (Karaca Mağarası)
تُعد مغارة "قاراجا"، الواقعة في قرية جيبالي، بقضاء طورول، في ولاية كوموش هانه (Gümüşhane)، الواقعة شمال شرق تركيا، واحدة من نحو 40 مغارة تتميز بالصواعد والنوازل، والبرك المائية داخلها، إضافة إلى الخزانات المائية.
يزورها سنويًا آلاف السياح المحليين والأجانب، وتقع المغارة على بعد 96 كيلومتر من ولاية طرابزون، وتبعد عن مركز المدينة 17 كيلومتر.
وتبلغ مساحة المغارة التي تعد واحدة من أبرز المعالم السياحية في المنطقة 1500 متر مربع، وطولها يناهز المئة متر. وقد تشكلت المغارة من اندماج أربع غرف بيضاوية الشكل، إلا أن انقسام غرفتين من تلك الأربعة جراء النوازل المتشكلة من المياه المتسربة من شقوق المغارة، زاد عددها لتصبح ستة.
وتملك مغارة كاراجا، التي تقع علي ارتفاع 1550 مترًا عن سطح البحر، مزايا قل نظيرها في مكان آخر، حيث تزين سقفها صواعد وهوابط من العواميد الصخرية آخذة شكل الأعلام أحيانًا.
بالإضافة الى أن زهور المغارة، وأعشابها، ومدرجات الحجر الجيري التي تشبه اللآلئ والزمرد، تُعطي منظرا نادرا للجمال، حيث تتشكل في المغارة أروع الألوان والأشكال، ويتسرب الماء في داخلها من خلال سقف الكهف، فيكون في فصل الصيف باردا، كما يكون في الشتاء دافئًا.
تتكون مغارة كاراجا (Karaca) من كهوف متصلة ببعضها. وقد ظهرت المغارة إلى العلن، مع البحث العلمي الذي قام به المهندس الجيولوجي "شكرو آروز" في عام 1983، وافتُتِحت في طرابزون للسياحة عام 1996م.
مغارة تشال كوي (Çalköy Mağarası)
تُعد مغارة "تشال كوي" في ولاية طرابزون شمال تركيا، ثاني أطول المغارات العالم، وأحد معالم قرية "دوز كوي" التي تقع على ارتفاع 1050 مترًا عن سطح البحر، وتحيط بها طبيعة خلابة، حيث تحوي المغارة أودية وبركا مائية، وتزيد الصواعد والنوازل التي تشكلت عبر ملايين السنين، المغارة جمالا.
وقد قامت الدولة التركية مؤخرًا بأعمال إضاءة للمغارة، وبعد الانتهاء من أعمال الإضاءة، ونصب طريق خشبي بداخلها، فتحت عام 2013م أبوابها للزوار من داخل وخارج تركيا.
وتمتاز المغارة بمدخل عريض، يتفاوت عرضه من مكان لآخر، وبعد المدخل بـ200 متر، ينفصل الطريق إلى ذراعين، يصل طول أحدهما إلى 150 مترا، وينتهي بغرفة، أمّا الثاني فيبلغ طوله نحو 400 متر، ويحتوي بركة مائية وشلالا ذي مشهد خلاب.
مغارة زيغا
تقع على مدخل مدينة كومو شهانة، والتي تبعد 88 كيلومتر عن محافطة طربزون، وتقع هذه المغارة في رؤوس أحد الجبال المرتفعة، وسقف المغارة وجدرانها كأنها حمم بركانية منصهرة، قد تجمدت.
جو المغارة من الداخل بارد، وتتقطر المياه من بين صخورها قطرة قطرة، ولكن المؤسف أن التصوير ممنوع داخل المغارة.
وهي قريبة من متشكا وكوشندار، وهما قريتان صغيرتان، على بعد 60 كيلومتر عن طرابزون، وتقع وسط أشجار كثيفة، وأنهار دائمة الجريان، وتمتازان بجمالهما، وتصلحان لمن يبحث عن الهدوء، والبعد عن صخب المدينة.
مغارات تكة كوي (Tekkeköy Mağarası)
تقع هذه المغارات داخل حدود قضاء تكة كوي، على بعد 14 كيلومترًا شرقي مدينة سامسون التركية، في الكتل الصخرية الشاهقة، على امتداد الوادي، الذي يرويه سيل فنديجاق، وسيل تشينارلي، وقد عاش فيها الإنسان من العصر البايوليتيكي، معتمدًا على الصيد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!