سيفيل نوريفا - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس
من يروج أن لتركيا أصابع في الحرب التي دارت مؤخرا في إقليم قره باغ بين أرمينيا وأذربيجان فإن ذلك ضرب من خيال روسيا، وقبل زيارة رئيس وزراء روسيا للعاصمة الأرمينية "يريفان" لمح بأن لتركيا يد في هذا الصراع وهذا يعد بمثابة أكاذيب وافتراءات باطلة.
لا يخفى على الجميع أن موقف تركيا حيال هذا الصراع هو إحلال السلام لكنها تريد الحل العادل لهذه القضية، حتى الأمم المتحدة تريد السلام، وقد تجلى ذلك من خلال قراراتها الأربعة عام 1994 "وحدة الأراضي الأذربيجانية"، لكن للموضوع قصة وهي أن أرمينيا لم ترضخ أبدا لقرارات الأمم المتحدة "الإخلاء الفوري للأراضي المحتلة".
في آواخر العمليات الجارية في إقليم قره باغ ، نرى روسيا وأرمينيا توجه أصابع الاتهام باستمرار إلى أنقرة، بيد أنه ليس هناك أي دليل يثبت ادعاءاتهم، لكن هناك الكثير من المعطيات التي تشير إلى تورط روسيا في هذا الصراع.
كتبت منذ عدة شهور عن محاولات روسيا لإحلال قوى السلام في إقليم قره باغ، وفي أثناء الصراع الدائر هناك أصدر البرلمان الأرميني بيانا طالب فيه دعما سياسيا من روسيا لإحلال السلام.
تصر روسيا على إنتاج سياسة جر تركيا إلى ساحة القتال وسياسة قطع ارتباطات تركيا بالجنوب القفقاسي أي أذربيجان، لأنها إذا تدخلت عسكريا فسوف تعمل على زج مجموعاتها العسكرية في إقليم قره باغ، وستزج تنظيم "بي كي كي" الإرهابي وتنظيم "ASALA" الأرمني الإرهابي في الإقليم.
حتى أن روسيا تستخدمهم كما استخدمت صلاح الدين دميرطاش الذي انعكس موقفه تجاه الهجمات الأرمينية ضد أذربيجان بتحيزه لأرمينيا ونقده لأذربيجان مظهرًا مدى استخدام روسيا له.
لنتكلم الآن عن رئيس الوزراء الروسي ميدفيدف والتحريض الذي يقوم به في الكريملين ومحاولة البحث عن أيادي تركية في هذا الصراع وهذا يدل على خبث لعبة روسيا المكشوفة، والتي تفضي بأن لروسيا غاية وهي بدء حرب جديدة في القفقاس وجعل تركيا طرفا في هذه الحرب، وإذا نجحت روسيا بذلك فإنها سوف تدخل إقليم قره باغ تحت ما يسمى قوى السلام ولن تخرج منه مرة أخرى أبدا.
طبعا لن تنصاع أذربيجان لهذه الخطة السخيفة ولن ترضى أذربيجان أبدا بتكرار ما فعلته روسيا من قبل، حتى أن الكرملين يهدد الرئيس إلهام علييف بكل جرأة وتحاول روسيا تشكيل منطلق سياسي جديد في أذربيجان بزج ذوي الأصول الأذرية والداعمين لسياسة بوتين في الإقليم وتجهيزهم لعمل انقلاب.
نشاهد في القنوات الروسية أن همهم البحث عن أيادي تركية في أواسط آسيا والقفقاس والشرق الأوسط وحتى في أفغانستان، وأنا أرى أن روسيا تخطط لتحركات في آسيا، فهم وراء لعبة قذرة لتحميل تركيا المسؤولية عن كل شيء، لكن هيهات أن نخطو خطوة إلى الوراء مع روسيا، على العكس بل علينا زيادة الضغط عليها لأنك إذا صمدت فهي سوف تهرب منك.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس