أمين بازارجي - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس
الملك سلمان بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية أحد أهم الشخصيات في العالم الإسلامي يقوم بزيارة رسمية لأنقرة. هذا أمر على درجة من الأهمية إذ إن الملك سلمان بن عبد العزيز هو زعيم أكثر دول العالم إنتاجا للبترول والتي تجمعها مع تركيا العديد من صفقات الشراكة، إضافة إلى أنه يشاركنا النظر من نفس الزاوية إلى المسألة السورية، فالرياض تستضيف أحد مركزي المعارضة السورية فيما تعد إسطنبول المركز الثاني للمعارضة. ولا حل للأزمة السورية دون موافقة الرياض وإسطنبول.
يتوقع لهذه الزيارة أن تقوي العلاقات بين البلدين وأن تنعكس على العالم الإسلامي الذي يعاني من التفرقة ويضم عدد من الدول المتناحرة فيما بينها ولا تتمكن من اتخاذ القرارات المشتركة حتى في الأمور التي تستدعي قرار وموقف مشترك.
تركيا والمملكة السعودية تشكلان أهم الأحلاف التي يمكنها اتخاذ مواقف مشتركة، ولا بد أن هناك العديد من الدول التي تشعر بعدم الراحة من هذه العلاقات!
لأنه... إذا تمكنت المملكة العربية السعودية وتركيا من تكوين حلف مؤازرة فهناك احتمالية لكثير من التغيرات، لعل أبسطها أن يتحرك العالم الإسلامي الذي يعد المركز الأساسي لإنتاج النفط بحركات متسقة وموحدة؛ هذا الأمر الذي يعني أن لا يبقى شيء على ما هو. أما تركيا إذا ما استطاعت أن تلعب دور باب هذا المركز على الغرب فعندها ستقوى شوكتها ويتعزز موقفها.
* * *
ما الذي كان يقوله رئيس الجمهورية منذ فترة طويلة، ألم يقل مرارا وتكرارا "أن تكون تركيا إحدى أهم دول العالم الخمس"، ألم يشر إلى أن الأمم المتحدة بحاجة إلى إعادة تأهيل وإصلاحات. هذه الأقوال تلاقي دعم العديد من الدول فإعادة توحد وتكتل العالم الإسلامي تجبر الأمم المتحدة على تغييرات وإصلاحات... وقد نرى إعادة تصميم وتغيير في أدوار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
الأمر الذي قد تعارضه ولا ترغب به الأطراف التي تمسك بزمام القوة اليوم، وبالتالي فإن من الطبيعي جدا أن نشهد انزعاج هذه الأطراف وأن نراها تعاني من الآم البطن نتيجة هذه الأقوال ونتيجة الخطوات على هذه الطريق كذلك.
* * *
لنتحدث الآن عن تطورات مهمة أخرى...
بعد هذه الزيارة هناك قمة منظمة التعاون الإسلامي والتي تتخللها زيارات رؤساء حكومات ودول عدة. هذه القمة التي ستعقد ما بين الرابع عشر والخامس عشر من هذا الشهر في إسطنبول يليها تولي تركيا لرئاسة المنظمة لمدة ثلاث أعوام. بمعنى أن رئيس منظمة التعاون الإسلامي سيكون هو ذاته رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان.
زيارة الملك سلمان لأنقرة قبل هذه القمة بالتأكيد أنه ليس وليد الصدفة وإنما تحمل في طياتها دعم المملكة السعودية لتركيا ولأردوغان في أثناء توليه لرئاسة منظمة التعاون الإسلامي.
فيما لو تساءلنا عما يمكن لتركيا القيام به في اثناء رئاستها لمنظمة التعاون الإسلامي، سأقول إن الأهداف واضحة منذ الآن:
1- تحقيق السلام في سوريا.
2- قتال الإرهاب في العالم ووقفه.
3- حل المسألة الفلسطينية.
4- تحركات دولية من أجل الضغط على الأمم المتحدة للقيام بإصلاحات وتحسينات.
هذه الأهداف لم توضع لتبقى شعارات وحبرًا على ورق فتركيا تخطط لهذا منذ عشرة أعوام مضت فالأهداف التي سيتم طرحها في القمة ليتم العمل عليها وتحقيقها بحلول 2025م والتي ستلاقي غالبا القبول والترحيب تتطابق مع أهداف تركيا عام 2023م.
أضف لذلك أن هذه الأهداف سيشرف على تنفيذها رجب طيب أردوغان مباشرة. قد يكون من السهل النطق بها لكنها ثلاثة أعوام، ثلاثة أعوام بالكمال والتمام هي الفترة التي سيتولى فيها أردوغان رئاسة المنظمة ليخطو بها خطوات ثابتة نحو أهداف واضحة ستعيد تشكيل العالم الإسلامي من جديد، وسيختم أردوغان بخاتمه لا على تركيا ومستقبل تركيا فحسب وإنما على مستقبل العالم الإسلامي أجمع.
* * *
نقطة مهمة أخرى...
بعد زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز لأنقرة وبعد مؤتمر القمة سيقوم رئيس الجمهورية الإيرانية حسن روحاني بزيارة رسمية لأنقرة. كلتا الزيارتين تحملان أهمية رمزية. وتعني أن إيران والمملكة السعودية اللذين يمثلان لاعبين مهمين في الكتلتين المتخالفتين يدعمان تركيا في أثناء رئاستها لمجلس التعاون الإسلامي.
وألفت انتباهكم...
إلى أن رجب طيب أردوغان في هذا المنصب الجديد يختلف عن منصب الأمين العام للمنظمة الذي شغله أكمل الدين إحسان أوغلو، فهذا الاسم سيكون رؤية ورسالة وتطبيق، وسيقوم على مدى ثلاثة أعوام بدور مهم وأعمال مهمة ستؤدي إلى إعادة رسم صورة العالم الإسلامي وإعادة تشكيله، أضف إلى ذلك أن أهدافه واضحة من الآن.
لا بد أن القوى العالمية التي تنظر إلى العالم الإسلامي بعيون أصابها الحول تشعر بعدم الرضى والانزعاج من هذا الأمر وكيف لهم أن يرغبوا بزعيم عالمي لا يكف عن كشف أباطيلهم وأكاذيبهم وسوء نواياهم وأعمالهم مثل أردوغان.
ولذلك نشهد في الأيام الأخيرة نتائج المغص المزمن الذي أصاب العالم الغربي وأذنابه، ولا بد لنا من النظر إلى موقف أعداء أردوغان من هذا المنظور.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس