ترك برس
إن أي انقلاب عسكري يقوض الديمقراطية حول العالم لا بد أن تكون له الكثير من الآثار السلبية ذات الأبعاد الداخلية والخارجية، هكذا بدأ المؤرخ التركي علي ستان مقالته في مجلة "دارين تاريخ" (التاريخ العميق) التي تناول فيها القضية القبرصية. ويشير ستان إلى أن الانقلاب العسكري الذي وقع في تركيا في 27 أيار/ مايو 1960، قصم ظهر تركيا على الصعيدين المحلي والإقليمي، إذ تجرأ القبارصة اليونان على ارتكاب جرائم بحق القبارصة الأتراك بعد تدهور قوة ردع تركيا إثر انشغالها بتداعيات الانقلاب الذي رفضت الكثير من الدول في بادئ الأمر الاعتراف بحكومته.
علمت اليونان في نهاية 1963 بتهديد رئيس حكومة الانقلاب في تركيا عصمت إينونو بتدخل عسكري لوضع حد للجرائم المرتكبة في قبرص، إلا أنه لم يتمكن من ذلك لعدة أسباب، أهمها حسب ستان تهديد الرئيس الأمريكي ليندون جونسون له بقطع الدعم العسكري والمادي عن حكومته إذا أقدم على التدخل.
تدخلت تركيا عسكريًا في قبرص في 20 تموز/ يوليو 1974 لإيقاف الظلم الواقع على القبارصة الأتراك، في حين يشير ستان إلى أن الحكومة الانقلابية السابقة حذفت القضية القبرصية من برنامجها بالكامل، ولم تتطرق لها إلا بعد مرور 4 سنوات على الانقلاب في عام 1964، وبعد تهديد الولايات المتحدة لم يفتح الملف إطلاقًا.
وأشار ستان إلى أن رئيس الوزراء الذي تم الانقلاب عليه عدنان مندرس ووزير خارجيته رشدي زورلو كانا قد قطعا شوطًا طويلًا فيما يتعلق بالأزمة القبرصية، واقتربا من التوصل إلى حل جذري يمنع وقوع هذه الجرائم من خلال لقاءات في لندن وسويسرا، ولكن الانقلاب العسكري حال دون نجاحهم في حل القضية القبرصية التي ما زالت عالقة حتى اليوم وتمثل دليلًا على الثمن الباهظ الذي دفعه الأتراك بسبب الانقلابات.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!