هاشمت بابا أوغلو – صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
في واقعة غريبة من نوعها وعلى شاشة التلفاز في أحد التقارير التي بُثت على قناة السي أن أن الإخبارية، شاهدتُ المذيعة كريستيان أمانبور وهي توجه كلماتها القاسية لرئيسة دولة البرازيل ديلما روزيف، حيث قالت لها وبالفم الملآن "من الصعب قول ذلك لكن فخامة الرئيسة؛ أنتِ الآن أحد أسوأ الرؤساء في هذا العالم على الإطلاق". ما هذا بالله عليكم "ما هذه الوقاحة والصفاقة والعجرفة"، بعد هذه الكلمات أظلمت أعين الرئيسة وكأن سحابة سوداء مرت من فوق رأسها، وهي ما تزال تضبط نفسها ولسان حالها يقول "لن أرد على استفزازاتهم، سأبقى صامدة". ثم تابعت المراسلة أسئلتها وكأنها المدعي العام الفذ مور وهو يستجوب المذنبين في مشهد لا يوصف إلا بالفاجعة.
تتعارض كثير من المصالح الدولية مع أردوغان؛ الأمر الذي يدفعهم لمعاداته؛ سواء أكان ذلك بسبب مشاكل بسيطة أو عميقة، ومن تلك الأمور المثيرة للجدل عند خصومه هو تعريفهم المتطرف للديمقراطية التي تنزع منهم السلطة والهيمنة وتعطيها لأردوغان. لكن في المقابل كنا نرى ردود فعل أردوغان التي كانت تأتي في محلها، كما حصل في مقابلته مع أمانبور، أو حتى واقعة رده على رئيس البرلمان الأوروبي مارتن سكولز عندما قال له: "لم أرَ شيئًا مثل هذا من قبل، عليه أن يحترم مقام القيادة على الأقل"، ثم زاد على ذلك وقال "إننا وفي تقييمنا لتصريحاته نعد ما جاء منه هو هجوم من المدرسة الألمانية على تركيا". وفي موقف آخر رأينا رده على حقيقة تزويد حزب الاتحاد الديمقراطي بالسلاح عندما صرح في الإعلام وقال "طلب منا شركائنا في الناتو وباتصال هاتفي أن لا نتحدث في هذه الأمور على منابر الإعلام، ولهذا فإنني أسألهم من هنا، كيف تقدمون أسلحتكم ودعمكم لتنظيم إرهابي وتعلنون عن ذلك؟ هل بإمكانكم توضح موقفكم؟".
في أثناء كتابتي لهذا المقال عدت إلى فيديو مقابلة الرئيسة ديلما، وراودتني إثر ذلك مشاعر سيئة تساءلت وهي تنفخ الهواء ضجرة "طريق أردوغان طويل مليء بأشواك الدول الغربية والعالمية والإسلامية المُضللة". من أجل ذلك فإن من حسن حظنا أننا نملك مثل هذا الرئيس الذي يتكلم بالحق دون أي يخشى في الله لومة لائم، لتكون بهذا إحدى الخطوات السلمية والقوية في إعادة السياسة المتزنة المستقيمة لهذا العالم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس