سيفيل نوريفا - صحيفة - ترجمة وتحرير ترك برس
تصلنا منذ أيام أخبار مؤلمة حول الأتراك في إيران، حيث يقوم النظام الإيراني بمعاقبة من يقف في وجه قضاياه القومية، وفي وجه نظامه. وقبل يومين قام النظام الإيراني باعتقال الناشطة سخيلة كرقلي من أصل تركي، ولا أحد يعلم الجهة التي اقتادوها إليها، وأهلها لا يملكون أدنى معلومات حول مصيرها، وهذا أمرٌ مخيف.
ويخوض الناشطون المعتقلون في السجون الإيرانية، إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ أيام، وتقوم السلطات الإيرانية بالضغط على أهلي السجناء من أجل إيقاف الاضراب، ويعتقد النظام الإيراني بأنه من خلال هذه الاعتقالات يستطيع ضبط الأمور وجعلها تحت السيطرة، ويمد خيوطه إلى خارج إيران عن طريق الأشخاص الموالين لهم، خصوصا المتواجدين من تركيا وأذربيجان، وذلك من أجل الإحاطة بكافة المعلومات حول الناشطين المناهضين للنظام الإيراني في الخارج، وهذا النهج قديم وناجح.
ولذلك الإيرانيون يتخوفون حتى من الناشطين خارج إيران، ويتساءلون فيما إذا كانوا مرتبطين بالنظام الإيراني أم لا، وهم محقون في هذه الشكوك، لأنّ إيران نجحت في زرع الفتنة، وأصبح من الصعب فهم والتفريق بين الناشط الموالي والمناهض.
إيران اتبعت أسلوبيا ذكيا، أوصلت من خلاله أشخاصا موالين لها إلى المناطق الحساسة والمؤثرة، وهم يمثلون خيوطها الاستخباراتية، فهل كنتم تتخيلون أنْ يتحدث نائب عن حزب الشعب الجمهوري "بلسان إيران"، ويوجد نواب في برلمان أذربيجان أيضا يتحدثون بلسان النظام الإيراني، وهذا الأمر ليس جديدا، والغريب أنّ هؤلاء لا يتصلون بأي صلة لمرجع وعادات إيران الدينية، فهؤلاء حياتهم كلها عبارة عن خمور. ما أريد قوله بأنّ إيران تمارس كل الأساليب الممكنة اذا تطلب ذلك.
هل سمعتم بأنّ تركيا قامت باعتقال أي شخص لوجود ارتباط بينه وبين الإعلام الإيراني؟ لكن بالعكس، نحن كنا شاهدين على نائب حزب الشعب الجمهوري الذي قال: "إذا حصلت حرب بين إيران وتركيا فسأكون إلى جانب إيران".
وفي المقابل، تعتقل إيران ناشطا سياسيا تركيا، وفي التحقيق معه يتساءلون عن قيامه بفترة تدريبية في إحدى وسائل الإعلام التركية، وهذا ما تحدث عنه الناشط لطيف، الذي قام بعمل فترة معايشة وفترة تدريبية في المؤسسات الإعلامية التركية، بعدما أنهى دراسته في باكو بتفوق.
أفضل احتمال ممكن أنْ يواجهه من يرفع صوته من العرقيات المختلفة في إيران، هو السجن، لكن حتى الصامتين منهم لم يسلموا من ظلم النظام الإيراني تجاه هوياتهم وعرقيتهم.
لكن لماذا تقوم إيران بحملات ضد الأتراك الذين يقطنون فيها؟ برغم أنهم لم يقوموا بأي شيء سلبي.
من لم يشاهد مباريات نادي تراكستور لكرة القدم، فليتابعها، ويرى الهيجان الجماهيري، وجواب سبب انزعاج إيران يكمن هناك، يكمن في نفسية الإنسان الإيراني، وهذه حقيقة واحدة فقط، لكن إيران تواجه صعوبة في فهمها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس