ندرت أرسنال - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس
في الثامن عشر من هذا الشهر، جاء بريت ماكغورك، مبعوث أوباما الخاص للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، إلى عين العرب (كوباني)، وتابعته عيون كل الأطراف في المنطقة. وفي نفس المساء، كان هناك اتصال هاتفي بين رئيس الجمهورية أردوغان والرئيس أوباما، استمر مدة ساعة.
"تحدث رئيس الجمهورية أردوغان عن الأوضاع الحالية في سوريا، وتوصل مع الرئيس الأمريكي إلى ضرورة القضاء على داعش، والحيلولة دون اتساع رقعة الهجمات التي تقوم بها داعش، كما أجمع الرئيسان على ضرورة استمرار وقف إطلاق النار في سوريا، والتقدم أكثر في العملية السياسية، وفي المقابل أكّد الرئيس الأمريكي على مراعاتهم البالغة لأمن تركيا، كحليفة الناتو". (نشر على صفحة رئيس الجمهورية الرسمية 19-05).
لكن الأمر لم يتوقف عن حدود الاتصال الهاتفي، وإنما قام الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القوات المركزية الأمريكية (القيادة المركزية)، بزيارة مفاجئة إلى سوريا بتاريخ 21 مايو/أيار، وهو يعتبر أرفع مسؤول أمريكي يزور سوريا منذ بدء الحملة الدولية ضد داعش، واستمرت زيارته ما يقارب 11 ساعة.
لماذا قام بهذه الزيارة؟ ربما تغريدة بريت ماكغورك على تويتر تجيب عن هذا السؤال، حيث كتب: "الجنرال فوتيل كان في سوريا من أجل خطة هجوم الرقة"، وهذه المعلومة تثير الشكوك، وحبذا لو أكمل "وأخبرنا عن الخطط السرية للهجوم"، لكن لا بدّ أنْ نعلم بأنّ هذه الزيارة كانت متزامنة مع إلقاء طائرات التحالف الدولي بيانات على الرقة تدعو فيها إلى "ترك المدينة".
أمريكا-كوباني-أنقرة: "الرئيس أخبركم بذلك"...
قام الجنرال فوتيل بزيارة أنقرة بعد ذهابه إلى منطقة كوباني، والإعلام وصفها "بالزيارة المفاجئة"، مع أنّ موعد قدومه ومغادرته كان معلوما مسبقا، واجتمع في الثالث والعشرين من هذا الشهر مع يشار غولر، نائب رئيس الأركان.
مسار كل هذا الحراك، كان سببه: الخطر القادم من إرهاب داعش على كيليس، ومكافحة الإرهاب، وكذلك موضوع التماس بينهم وبين الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب، وقوات سوريا الديمقراطية، ووصلت أهداف الزيارة حتى زيادة معنوية الجنود الأمريكان المتواجدون في المنطقة.
لكن مع ذلك، بقي الحديث عن الرقة هو الأبرز، وقد تحدث الجنرال أثناء مغادرته كوباني، وقال: "زاد إيماننا بأننا على الطريق الصحيح، والنموذج المخصص لدعم أمريكا لقوات التحالف ضد داعش يسير بأفضل صورة". أي "نموذج": داعش أم القوات المضادة؟
ماذا حدث بعد ذلك؟
"قامت داعش يوم الاثنين بتفجير 7 قنابل في "قلعة النظام" اللاذقية، وهي بذلك وقعت على قيامها بأعنف المجازر الدموية، والتي حدثت في اللاذقية، وتسببت بمقتل 145 شخصا على الأقل، وهذه هي أكبر الهجمات التي حدثت في مسقط رأس عائلة الأسد، اللاذقية، منذ بدء الحرب الأهلية في مارس/آذار 2011".
لا يمكننا فصل هذه الهجمات عن جولات الذهاب والإياب التي تحدثنا عنها في الأعلى، ولذلك دعونا ننظر إلى ما قاله الإعلام الخارجي أيضا.
"أنْ تقوم أمريكا بتأسيس جيش سني من أجل السيطرة على الرقة، سيستغرق سنوات طويلة، لذلك ربما تتعاون أمريكا مع وحدات حماية الشعب، لكن تركيا لا ترضى بذلك، ولهذا قامت أمريكا بتجميع القوات تحت راية "القوات السورية الديمقراطية" لتطبيق ما تسعى إليه، وفي الإطار العسكري المذكور، يوجد مقاتلين سنة ومسيحيين وتركمان ومقاتلين من وحدات حماية الشعب، والطرف الأضعف هم السنة، والاقوى هم الأكراد". ("تحالف جديد" واشنطن بوست، 23-05).
"تسعى أمريكا إلى استخدام الأكراد "كحصان طروادة" من أجل دخول الموصل وطرد مقاتلي داعش، ولهذا قام الجنرال فوتيل بزيارة مفاجئة وتحديدا إلى عين العرب (كوباني)، وقد ذهب أيضا مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص ماكغورك إلى عين العرب، وهذا الحراك يشير إلى حربين متوازيتين؛ الأولى، الحرب ضد داعش في الموصل، والثانية، حرب لإنقاذ الرقة من احتلال قوات داعش". (رأي اليوم، 23-05).
من المؤكد أنّ أنقرة تتابع وتراقب ثلاث نقاط أساسية:
قاعدة انجيرليك، مصير جرابلس ومنبج، ووضع العشائر العرب.
ولذلك فإنّ إشارات الطريق تقود إلى الرقة، وإلى حلف الناتو!
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس