ذو الفقار دوغان - المونيتور - ترجمة وتحرير ترك برس
توجد الكبة النيئة في معظم مطاعم الكباب في جميع أنحاء تركيا، ومن المقرر أن تصير ثاني أكبر الصادرات التركية من الطعام إلى أوروبا والصين بعد أكلة الدونير الشهيرة.
احتلت الكبة النيئة (بالتركية Çiğ Köfte) عناوين الصحف التركية عندما ألصقت على سقف الجمعية الوطنية التركية في أنقرة عام 1992. كان حزب الطريق القويم الحاكم آنذاك قد فاز في اقتراع لإرسال قوات تركية إلى الصومال، وكان نواب الحزب يحتفلون بالفوز بقطع الكبة النيئة في قاعة الحزب في الجمعية الوطنية. ولكي يعرف النواب هل تتفق مكونات الكبة النيئة مع المعايير المطلوبة، قذفوا بقطع الكبة إلى السقف، حسبما تقضي التقاليد، ليروا هل ستلتصق أم لا. وصفت وسائل الإعلام اختبار "الكبة النيئة" بالفضيحة وازدراء البرلمان.
عادت الكبة النيئة في الأيام الحالية إلى عناوين الأخبار مرة أخرى، ولكن هذه المرة لأسباب اقتصادية، أي لزيادة الصادرات التجارية التركية إلى منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وروسيا.
تعرف الكبة النيئة عادة بأنها الطبق الخاص بمنطقة شانلي أورفا جنوب شرق تركيا، وتصنع، مع اختلاف طفيف في الطعم والشكل، في الولايات الأخرى مثل غازي عنتاب، وأديامان، وهطاي، وماردين، وإلازغ، وغيرها.
وتصنع الكبة النيئة من اللحم المفروم النيئ الخالي من الدهون والبرغل الناعم والبصل والثوم والفلفل الحار والطماطم ومعجون الفلفل والمقدونس، وتعجن معا لفترة طويلة. وصناعة الكبة النيئة مرهقة وشاقة وتحتاج إلى كثير من الصبر. ويجب أن يكون البرغل مطحونا إلى أقصى درجة بحيث لا يلحظ وجوده عند تناول الكبة. وتؤكل الكبة عادة مع العيران.
وتوجد الكبة النيئة في معظم مطاعم الكباب في جميع أنحاء تركيا، ومن المقرر أن تصير ثاني أكبر الصادرات التركية من الطعام إلى أوروبا والصين بعد أكلة الدونير الشهيرة.
ولكن مع تغييرات جذرية أي بدون اللحم.
في عام 2008 حظرت وزارة الصحة التركية الكبة المعدة من اللحم النيئ استجابة للقوانين الصحية للاتحاد الأوروبي. يجب أن تعجن الكبة النيئة وتستهلك طازجة. ويقول الأطباء إن اللحم المفروم النيئ يسبب الطفيليات والأمراض المعوية ويشكل خطرا على النساء الحوامل.
حاول صناع الكبة التقليديون تجاوز الحظر على اللحم باستخدام مرق اللحم، ففرضت وزارة الصحة قيودا صارمة على استخدام المرق والصلصة.
لم يستسلم صناع الكبة، فجاءوا بما يعرف بـ"كبة أديامان" التي وجدت مكانا بارزا في قوائم الطعام دون استخدام اللحم المفروم النيئ. وجدت معظم المطاعم أن صناعة الكبة بدون اللحم أسهل في الإنتاج والحفظ.
انتشرت شرائح الكبة بدون اللحم في جميع أنحاء البلاد، واستثمر المغني الشعبي الشهير إبراهيم تاتليسيس معظم أمواله في سلسلة مطاعم الكبة.
تعد سلسلة مطاعم " كبة كوماجيني" التي سميت على اسم امبراطورية كوماجيني، واحدة من أكبر سلاسل مطاعم الكبة.
في مؤتمر صحفي في أيار/ مايو 2015 قدم جيتين تاكديمير، الذي ترك تدريس الرياضيات واتجه إلى صناعة الكبة، معلومات مثيرة للاهتمام عن قطاع الكبة النيئة. وقال جيتين إن هناك 10.000 موقع تقريبا لبيع الكبة في تركيا توظف حوالي 80 ألف عامل، وتبلغ أرباحها 400 مليون دولار. وقال إنه يصنع الكبة في مصانع في إسطنبول وفي مدينة كولونيا الألمانية، ويحتفظ بالمنتجات في مخازن باردة في ثمانية مواقع قبل تسويقها للمستهلكين الأتراك والأوروبيين. وبحلول نهاية هذا العام سيكون لديه 35 فرعا في 10 دول أوروبية، بينما ستصل منافذ البيع التي يمتلكها في تركيا إلى 1050 منفذا. وقال إنه يخطط لامتلاك 200 موقع في الخارج بحلول عام 2020.
لكن الجدال لا يزال مستمرا، حيث يصر مدمنو الكبة النيئة على أن صناعة الكبة بدون اللحم تدنيس للمقدسات. يشتهر مطعم "أدانا سوفراسي" وهو واحد من أكبر مطاعم الكباب في أنقرة، الذي يمتلكه الوزير السابق هاليت داغلي، بالكبة النية التي تصنع طازجة للعشاء.
قال بائع الأثاث أوميت بيريكين الذي يأتي إلى مطعم" أدانا سوفراسي" عدة مرات في الأسبوع مع زوجته وأبنائه لتناول طبق الكبة، للمونيتور: "إن الشعبية المفاجئة التي اكتسبتها الكبة بدون اللحم ظهرت فقط لأن الناس لا تعرف النوع الأصلي. قد أتفهم لماذا يحب الأوربيون الكبة بدون اللحم، لكنني لا أفهم كيف تكون مشهورة جدا هنا في تركيا. اللحم المفروم النيئ هو محل إجلال وعزة الكبة النيئة. ابنتاي تحبانها، وزوجتي تصنعها بهذه الطريقة. ونحن نصنعها بهذه الطريقة في المنزل مرة واحدة على الأقل في الأسبوع. وهي مهمة متعبة قليلا بعد يوم في العمل، ولكن بعد أن نأكلها مع أقداح الراقي، تختفي كل متاعبي."
يشتهر المغني تاتليسيس أيضا بالكبة النيئة والشواء الذي يقيمه في غرف فندقه عندما قوم بجولة لإقامة الحفلات في الخارج.
تصدر المغني الذي اضطر إلى الابتعاد عن الغناء لمدة طويلة بعد تعرضه لمحاولة اغتيال، عناوين الأخبار عندما عثر على شرائح الكبة النية في غرفته داخل المشفى في الولايات المتحدة وألمانيا.
هذا الطبق الذي لا غنى عنه بالنسبة للأتراك سيصبح أكثر أهمية مع مساهمته المتوقعة للصادرات التركية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!