ترك برس
صرح وزير الاقتصاد التركي "نهاد زيبكجي" بأن "تركيا لم تشعر بالندم إطلاقًا على إسقاط الطائرة الروسية المخترقة لأجوائها السيادية، ولكن الحكومة التركية استبطنت الحزن حيال ما آلت إليه العلاقات التركية الروسية."
جاءت تصريحات زيبكجي في برنامج "ماذا يحدث؟" الذي يبث على قناة "تي جي ري تي" الحكومية"، الخميس 16 حزيران/ يونيو 2016، حيث أكّد على أن قضية مقتل الطيار الروسي محزنة جدًا، والحكومة التركية أبدت حزنها الشديد على ذلك، منوّهًا إلى أن الاعتذار بالمعنى الدبلوماسي يختلف كثيرًا عما تتخيله روسيا.
وأضاف زيبكجي أن الحكومة التركية حزينة، ويجب أن يكون الجانب الروسي أيضًا حزين على ذلك، نتيجة لاختراقه الأجواء السيادية لتركيا أكثر من مرة بشكل متعمد، إلى أن انتهى الحال بنا في نهاية المطاف بأزمة أثرت على علاقتنا السياسية والاقتصادية.
اخترقت روسيا الأجواء التركية 3 مرات متفرقة خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر من العام المنصرم، وذلك بتواريخ 3 و4 و29 أكتوبر، وعلى الرغم من التحذير التركي الجاد لروسيا من مغبة إعادة اختراق أجوائها، إلا أن روسيا لم تأبه بتلك التحذيرات، وعادت أحد مقاتلاتها لاختراق الأجواء التركي في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر، مما اضطر الجانب التركي لإسقاط الطائرة المخترقة بموجب قواعد الاشتباك المعتمدة دوليًا.
وتعليقًا على رسالة التهنئة التي أرسلها كل من رئيس الجمهورية "رجب طيب أردوغان" ورئيس الوزراء "بن علي يلدرم"، أكّد زيبكجي أن الرسالة اعتيادية ولا تحمل في طياتها الكثير من الأهمية، موضحًا أن الفصل الزمني الذي واكبها، له أهمية عالية طبعًا.
وأوضح زيبكجي أن رد المتحدث باسم قصر الرئاسة الروسي على الرسالة كان إيجابيًا ومهمًا جدًا للتعبير عن رغبة روسيا في العودة إلى مستوى العلاقات الحيوية القديمة، وهذا عادي جدًا، فبيئة التنافر بيئة غير متناسقة مع مصالح الطرفين.
وتعقيبًا على حجم الخسائر الذي أصاب كلا الطرفين نتيجة التشاحن السياسي، شدد زيبكجي على ضرورة الاعتراف بتأثر تركيا بشكل سلبي على صعيد الصادرات التجارية وقطاع السياح، ولكن روسيا هي التي تأثرت بشكل أكبر، وإذا دأبت على ذلك ستخسر الكثير الكثير.
ونوه زيبكجي إلى أن أسعار المواد الغذائية الروسية شهدت تضخمًا، وفي ظل انخفاض الصادرات الروسية لعام 2015 بنسبة 33.34%، فإن هناك تأثيرًا سلبيًا مضاعفًا على السوق الروسية، وللخروج من هذا التأثير السلبي، يجب على روسيا اختيار السبيل العقلاني لإيجاد حل مشترك بيننا وبينها.
ووصف زيبكجي تركيا وروسيا بالدولتين المتكاملتين، مبينًا أن الكثير من الأشياء الموجودة في تركيا لا توجد في روسيا، والعكس صحيح، لذا لا بد من الحديث عن تكامل بين الطرفين.
وأشار زيبكجي إلى أن تركيا حرصت دومًا على إدامة علاقتها مع روسيا على مبدأ التعاون المشترك، على الرغم من حجم الخلاف العميق الموجود بين الطرفين على الصعيد السياسي، ولكن روسيا لم تبدي الحساسية ذاتها، وتجاوزت المألوف من خلال اختراق الأجواء التركية أكثر من مرة، وهذا ما أفضى إلى أزمة لم تصب في صالح أي من الأطراف.
وفي حديثه عن احتمالات التعاون التركي الإيراني؛ بعد رفع الحصار الدولي عن إيران، بيّن زيبكجي أن الحديث عن اقتصاد حر بالكامل لإيران مع رفع الحصار عنها، يُعد أمرًا خاطئًا جدًا، حيث أن إيران لن تدخل السوق الدولي بكافة مواردها، وستواجه معارضة بعض الدول في العمل الاقتصادي المشترك.
وأفاد زيبكجي بأن تركيا وقعت مع إيران اتفاقية التجارة الحرة "الاختيارية" منذ الأول من يناير عام 2015، مبينًا أن تركيا عملت من خلال الاتفاقية المذكورة على تخفيض الضريبة الجمركية ل 125 سلعة إلى الصفر، وستعمل في الأيام القادمة على إضافة 40 سلعة أخرى.
وأشار زيبكجي إلى أن هناك تشابهًا كبيرًا بين تركيا وإيران، وهذا سيفتح الباب على مصراعيه للتعاون الاقتصادي بين تركيا وإيران؛ عشية رفع الحصار الدولي المتوقع عنها، وما نتمناه هو دوام التعاون الاقتصادي بين تركيا وجميع الدول الأخرى بشكل مستقر ومتزايد.
يُذكر أن زيبكجي ظهر على الساحة السياسية عقب دخوله للبرلمان عام 2011 كنائب لحزب العدالة والتنمية عن مدينة دانيزلي. تولى وزارة الاقتصاد والجمارك التركية عام 2013 واستمر في منصبه حتى تاريخ 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، وعاد لوزارة الاقتصاد مع تولي "بن علي يلدرم" رئاسة الوزراء بتاريخ 26 أيار/ مايو 2016.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!