فخر الدين ألتون - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
في يوم من الأيام كانت بعض المجموعات تشتكي من سوء علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي وكأنهم يحاولون برهنة أن محور تركيا قد تغير. أين هم الآن؟
ماذا يقولون عن عجز الاتحاد الأوروبي وعن موقفه ضد تركيا؟
أنا أتكلم عن الغربيين الموجودين في بلادنا.
"الراديكاليين" هؤلاء قليلون ويدورون حول مدار التنظيم الموازي ويروجون لهم.
لكن "الليبراليون" لايصدر منهم أي صوت ، كيف تكون هذه غربية؟
هل ما زالوا يقولون هذا "كل شيء بدأ و ابتعدنا عن الاتحاد الأوروبي باستلام حزب العدالة والتنمية"؟
لا أفهم لماذا لا ينزعجون على أحوال الغرب فالاتحاد الأوروبي في وضعية الانتهاء الآن، هم دائما يخدعوننا بليبراليتهم واليوم إنكلترا في ذروة تعصبها وانغلاقها حتى أنهم أصبحوا أسرى لمخاوفهم السياسية، فها هي النائبة البريطانية قتلت في وسط الشارع لأنها تدعم اللاجئين السوريين مع أن هذه النائبة كانت تمجد من قبل الكثيرين.
بريطانيا تريد الخروج من الاتحاد الأوروبي وألمانيا فقدت خاصية القوة المحركة للاتحاد الأوروبي.
وفرنسا لا تستطيع أن تسيطر على الوضع بعد الركود الإقتصادي الذي شهدته والفوضى الاجتماعية.
في الثلاث دول المذكورة تتزايد "ثقافة الخوف" يوما بعد يوم ويستمدون قوتهم من التطرف اليميني والعنصرية العرقية ولا شك أن أزمة أوروبا الإقتصادية عام 2008 تأثرت من حال أوروبا هذا، لكن يوجد أمر مهم هو نقصان عنصر القيادة السياسية ولهذا السبب فإن أوروبا ويوما بعد يوما لاتستطيع التدخل في حل الأزمة السورية، كان بيدها أن تحل أزمة اللاجئين فهذه الأزمة في مرحلتها الأولى، أوروبا تعلم ماذا سيحصل بها بعد الآن لكن لا تستطيع التحرك، و تستخدم عداوتها لأردوغان لخداع الناس.
وقد قال رئيس البرلمان الأوروبي "شولز" منذ أيام: "لقد تم إيقاف مفاوضات إلغاء التأشيرة للأتراك بسبب مواقف وتصريحات أردوغان".
هذه الكلمات تضحك أي تلميذ في المرحلة الإبتدائية، لكن ياللأسف عندما يعلق غربيّونا على هكذا كلمات، مع أنكم غربيّون، ألا يؤلمكم قلبكم على حال أوروبا هذا، اذهبوا وتجادلوا مع أوروبا.
لا تكتفوا بعبارات "عداوة أردوغان" و"نبتعد عن الاتحاد الأوروبيا" بل أججوا الوضع لأنه لم يبقى شيء اسمه الاتحاد الأوروبي.
ولا تنسوا أن تركيا دخلت أجندة الإتحاد الأوروبي بشكل حقيقي، فخطت خطى جيدة فأصدرت القوانين، حتى أنها أحدثت وزارة متعلقة بالاتحاد الأوروبي وأسست مؤسسة خاصة للتفاوض معه.
تركيا اليوم و من جديد ووفقا لمصالحها تقدم إلى الإتحاد الأوروبي سياساتها التالية: ليس بالتاريخ بل بالاستراتيجية، ليس بالعنصرية بل بالعيش المشترك، ليس بالإنغلاق بل بالانفتاح، ليس بالإنفصال بل بالاندماج.
حيث أن مصالح الدولة تقتضي ذلك.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس