ترك برس
قال رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية للشرق الأوسط في أنقرة "شعبان قردش"، إن الأزمة السورية عامل مهم في تطبيع العلاقات بين تركيا وروسيا، وأنقرة تأمل أن تلعب موسكو دورا بناء بدفع النظام السوري للقبول بعملية سياسية.
جاء ذلك خلال مشاركته في برنامج "بلا حدود"، على قناة الجزيرة القطرية، حيث أشار "قردش" إلى أن الدعم الروسي والإيراني للنظام السوري لم ينجح في القضاء على المعارضة السورية المسلحة طوال السنوات الماضية.
وأوضح "قردش" أن تركيا تسعى لتحقيق مصالحها بحل خلافاتها مع روسيا وإسرائيل، مستبعدا التوصل إلى اتفاق قريب مع النظام المصري، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم قال في أول بيان له بعد تسلمه منصبه، إن من أولوياته تقليل الأعداء.
ولفت الباحث التركي إلى أن المشاكل لم تكن في مصلحة تركيا، فقد أضرت بمواطنيها وخلقت ظروفا اقتصادية صعبة، وأثرت بالسلب على الكثير من القطاعات الاقتصادية، مشيرا إلى أن التطورات السريعة في طريق إنهاء الأزمة مع روسيا تظهر أن كلا البلدين لم يكن قادرا على تحمل الأزمة.
وأضاف "قردش" أن الحكومة التركية ترى أن الولايات المتحدة لا تراعي المصلحة التركية وبواعث قلقها في مسألة الأكراد، لذا فإنه من الأجدى لأنقرة فتح قنوات اتصال مع روسيا لزيادة خياراتها.
وعن الاتفاق التركي الإسرائيلي، قال "قردش" إن كل طرف يصدر تقييماته للاتفاق، لكن بعض الصحف الإسرائيلية قالت إن إسرائيل هي الخاسر الأكبر وتركيا هي الرابح الأكبر، ولذلك ففي كلا الطرفين هناك أصوات ستعبر عن عدم رضاها عن الاتفاق وتقول إن الطراف الآخر هو الرابح، مشيرا إلى أن الطرفين ربحا بعد أن قدما تنازلات، والاتفاقية ستكون منطلقا لمرحلة جديدة تنفع البلدين والشعب الفلسطيني أيضا، واصفا الاتفاق "بالناجح".
وبينما أقر قردش بأن تركيا تهدف في النهاية إلى رفع الحصار عن غزة، لفت إلى أن ذلك ليس قابلا للتحقق الآن، ولذلك كان من الأفضل تحسين أوضاع الفلسطينيين في غزة، مشيرا إلى أنه يمكن الآن كسر الحصار جزئيا عن غزة، وقد بدأت الحكومة التركية بإرسال مساعدات غذائية إلى غزة، وستشرع في إصلاح البنى التحتية هناك.
ولم يستبعد قردش وساطة تركية بين حركة حماس وإسرائيل في ملف الأسرى وجثث الجنود الإسرائيليين لدى الحركة.
في المقابل، قال قردش إن العلاقات التركية مع مصر مختلفة لأن أنقرة تصر منذ الانقلاب العسكري في يوليو/تموز 2013 على رفضه من منظور مبدئي وأخلاقي، ومن الصعب للرئيس رجب طيب أردوغان التراجع عن هذا الموقف.
وأضاف أنه ليس سهلا تطبيع العلاقات مع مصر في هذه المرحلة تحديدا، وإن كان يلدرم أعلن إمكانية التواصل بين البلدين على مستوى الوزراء.
وعن الانفجارات التي استهدفت مطار أتاتورك يوم الثلاثاء، قال قردش إن تركيا سرّعت وتيرة الضغوط العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وهو ما دفعه لمحاولة الانتقام منها.
ولفت إلى أن تنفيذ هذا الهجوم الكبير يحتاج إلى تخطيط طويل يسبق العملية، كما أن تصاعد الأوضاع في سوريا والعراق أعطى خبرة لعناصر التنظيم في استخدام القنابل والأسلحة المختلفة، قبل أن يتجهوا إلى تركيا أو إلى بلدان أوروبية أخرى.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!