محمد أجت - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس
يوم الجمعة الفائت كان زعيم حركة حماس خالد مشعل في زيارة رسمية في القصر الرئاسي في"بيشتيبه" مع رئيس الجمهورية أردوغان و بعد نهاية الزيارة تم عمل لقاء صحفي حول هذه الزيارة وقد سألت مسؤول في القصر الرئاسي حول محور المحادثة التي جرت بين مشعل وأردوغان " ماهي ردة فعل الفلسطينيين على الإتفاقية الموقعة لتطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل "؟
فكان جوابه: " ينظرون بإيجابية، بل إن الفلسطينيين ، حماس وخالد مشعل ممتنون لما اشترطته تركيا لتطبيع العلاقات من رفع للحصار على غزة الذين هم في الأصل يطالبون بهذا الرفع".
ونحن نعلم أنه وبعد مجزرة "مافي مرمرة" كانت أنقرة تطلع الفلسطينيين حول جميع تحركاتها وبكل المجالات وتأخذ بأفكارهم من أجل تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وأذكر أيضا أنني تأكدت من أن حكومة محمود عباس تنسق معهم.
والفلسطينيون لديهم شيء واحد يقولونه لأنقرة:
لو أن أنقرة تحركت بالمفاوضات على أساس قبول شرطين لتطبيع العلاقات وهما الإعتذار والتعويضات لكانت هذه الإتفاقية موقعة منذ زمان.
وكلنا نعلم أن سبب الإطالة هو أن شرط تركيا هو رفع الحصار عن قطاع غزة ولم تتخلى للآن عن هذا الشرط.
والفلسطينييون متفهمون لهذه الظروف التي أخرت هذه الإتفاقية ولهذا فإنهم يشكرون تركيا دائما عند كل تفاوض مع إسرائيل.
إذا سارت الأمور بمسارها الطبيعي فإن الحياة في غزة سوف تعود لسابق عهدها وهذا هو الهدف المنشود.
ووفقا للإتفاقية فإن جميع المساعدات كالغذاء، الدواء، و مواد البناء سوف تنقل من تركيا، يعني أن تركيا سوف تتنفس الصعداء من بعد 8 سنوات من المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في هذه المدينة.
هل تتصالح إسرائيل مع نجمتنا؟
هنا الأمر ليس بالسهل فحزب العدالة والتنمية ومن خلال حكمه ل 14 سنة فقد شهدنا مواقف تدل على عدم موثوقية إسرائيل والتزامها بالعهد، ففي 28 شباط كانت إسرائيل من الدول الداعمة للإنقلاب العسكري ضد حزب الرفاه ورئيسه نجم الدين أربكان.
من خلال هذا كيف سيكون الوضع؟
وقد قال رئيس مؤسسة مهتم بهذه الإتفاقية :
" يجب النظر لهذه المسألة بطريقة براغماتية".
وقد أضاف معلقا على أحداث 28 شباط :
" لقد كان عقل الدولة في تلك الحقبة مختلف عن وضعه الآن "
بعدها قال هذه الكلمات:
" في تلك الحقبة عندما تحتاج القوات المسلحة التركية لمعدات فإن واشنطن تشير للأخذ من تل أبيب، أيضا احتياجاتكم موجودة هناك، ونحن بدورنا نقول لهم أننا ندعم هذا الأمر، لكن الآن الوضع مختلف تماما فالقوة الدفاعية المحلية التركية قد تطورت واتسعت بشكل جدي من تلك الحقبة حتى الآن، فمن الآن فصاعدا أصبحت تركيا من المنتجين لطائرات بدون طيار، يعني إذا ألحت الحاجة لأخذ معدات منها يؤخذ لكن لن تعود علاقات إسرائيل مع تركيا عسكريا كسابق عهدها".
حسنا كيف ستكون شكل المرحلة المستقبلية في العلاقات التركية الإسرائيلية حسب الإتفاق؟
ستفتح بينهما مجالين للإتفاق:
1. تعميق العلاقات في مجال الطاقة.
2. ممكن أن يكون هناك مشاركة على الصعيد الإستخباراتي وبخصوص مواضيع محدد بين البلدين.
إذا سارت الأمور بمسارها الطبيعي فهذا يعني أن دور "الوساطة" التي تتبعها السياسة الخارجية التركية ستصبح أكثر قوة.
وعند التفكير بهذا الأمر بطريقة براغماتية فنرى أن تركيا اكتسبت نتائج وفوائد منتوعة.
في الحقيقة لم تكن أبدا في تحركات أردوغان وحزب العدالة والتنمية أية مشاعر معادية للسامية عند التعامل مع الإدارة الإسرائيلية أو اللوبي الإسرائيلي في أمريكا، فمن يوم انقطاع العلاقات مع إسرائيل لم تستهدف الإتهامات ضد إسرائيل عداوة اليهود أبدا.
في النهاية نستطيع استنتاج أن الفلسطيننين وخالد مشعل لهم دور أساسي في تقارب العلاقات بين تركيا وإسرائيل، ونستطيع القول بأنه إذا الفلسطينيين يدعمون هذا التقارب فهذا يعني أننا فعلنا شيئا صحيح.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس