محمد أجيت - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس
كثف الطيران التركي غاراته بطائرات إف 16 في سورية والعراق الأسبوع الماضي على غير العادة تحت إطار عملية درع الفرات، وبمشاركة ما يقارب 40 طائرة حربية لصد هجمات وتهديدات التنظيمات الإرهابية (بي كي كي، ي بي غي، وداعش) للأراضي التركية القادمة من هذين البلدين.
أما بخصوص العراق، فقد قابل رئيس وزراء إقليم كردستان العراق "نجيرفان برازاني" كلا من رئيس الجمهورية أردوغان ورئيس الوزراء يلدريم في أنقرة بالتزامن مع تهديد وجود تنظيم حزب العمال الكردستاني في سنجار، واتخذ الطرفان موقفا مشتركا ضد وجوده في سنجار.
بعد مرور 100 يوم على عملية درع الفرات شهد الأسبوع الماضي حوادث ساخنة في الساحة السورية، ففي يوم 24 نوفمبر/ تشرين الثاني أي في نفس تاريخ حادثة إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا العام الماضي تم الهجوم على القوات الخاصة التركية المتواجدة لدعم الجيش السوري الحر بالقرب من مدينة الباب.
هل الهدف من هذا الهجوم نسف العلاقات التركية الروسية؟
أصدرت القوات المسلحة التركية بيانا مفصلا حول هذا الهجوم الذي راح ضحيته 4 جنود أتراك وجرح 9، وأعلنت أن طيارتين من نوع "L39 ألباتروس" تابعتين للنظام السوري قد نفذتا الهجوم باستخدام برميلين من المتفجرات بالإضافة إلى استخدام مدافع الطائرة نفسها، وأن هاتين الطيارتين كانتا تستخدمان في عمليات الكشف الجوي.
مما سبق تبين لنا أن كل شيء أصبح واضحا، مع ذلك لم يتحمل النظام السوري مسؤولية هذا الهجوم، وكانت أولى تصريحاته بعدم علمه بهذا الهجوم وأنه سيتحرى عن الموضوع، ومن جهة أخرى صرح مسؤول عسكري رفيع المستوى تابع للنظام السوري بعدم تورط النظامين السوري والروسي في هذه الغارة.
إلا أن الجيش السوري صرح في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى أن وجود قوات تركية على الأراضي السورية يمثل انتهاكا صارخا للسيادة السورية وحذر من إسقاط أي طائرات تركية تدخل المجال الجوي السوري، والآن يراوغ النظام السوري وكأنه ليس لديه أي علم بما حدث، وفي اليوم نفسه سألنا أحد مسؤولي النظام السوري العسكريين التالي: "هل أنتم متأكدون من أن الطائرة المنفذة للهجوم تابعة للنظام السوري؟"، وكان جوابه واضحا: "نعم".
لم يتحمل أحد مسؤولية هذا الهجوم، فيا ترى هل كان الهدف من هذه العملية تخريب العلاقات التركية الروسية من جديد؟
ننتقل إلى السؤال الثاني: من هو المعني الأول والمستفيد من تدهور العلاقات التركية الروسية؟0
إيران المشتبه الأول
أول مشتبه من الممكن أن يتبادر إلى الأذهان هي إيران.
وفي هذا السياق صرح المسؤول العسكري السوري الذي تحدثت معه بأن سبب هذا الهجوم كان استهداف مجموعة خارجة عن منطقة سيطرة نظام الأسد.
كما جرت العديد من المحادثات الهاتفية بين الرئيس أردوغان والرئيس بوتين بعد ثلاثة أيام من الحادثة، لكن ما دار خلال المحادثات الهاتفية كان حول تطورات الوضع السوري ولم تنشر للصحافة أية أخبار تتعلق بتفاصيل الهجوم على العساكر الأتراك.
وفي 25 نوفمبر/ تشرين الثاني أي المكالمة الهاتفية الأولى التي جرت بين أردوغان وبوتين وبحسب مصدر مسؤول من القصر الرئاسي حصلنا على هذه المعلومات: "تطابق آراء أردوغان وبوتين باحتمالية أن إيران خلف هذا الهجوم والهدف منه هو تخريب العلاقات التركية الروسية".
إن الإتصال الذي جرى بين الزعيمين وحديثهما في نفس الموضوع للمرة الثانية، إن دل على شيء فإنه يدل على أن بوتين أرسل إلى أردوغان رسالة مفادها: "نحن خارج هذه اللعبة".
وعلى ما يبدو فإن روسيا لم تعارض تركيا بعمليتها الحالية في مدينة الباب السورية، أي أن احتمال قيام روسيا بعملية مثل هذه من أجل منع سيطرة الجيش السوري الحر المدعوم من الجيش التركي على مدينة الباب أمر غير وارد أبدا.
النتيجة: يوجد خلف هذه التنظيمات الإرهابية عقل مدبر يخطط ويوجه، وفي الحقيقة الفاعل ظاهر، لكن الأهم من ذلك، من يوجه هذا الفاعل؟
فالنظام السوري نظام تابع للنفوذ الإيراني ويخدم المصالح الإيرانية لاغير، ولهذا فإننا نشتبه بهم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس