محمد أجيت – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس
نقل الرئيس أردوغان قصة قصيرة إلى جمهوره خلال احتفال أقيم في قصر "بيش تيبه" في 7 نوفمبر, وكان مضمونها:
"عاش رجل كثير الحسد والبخل في إحدى المدن وساءت علاقاته مع جيرانه بسبب حسده. وصلت هذه المسألة إلى مسمع حاكم المدينة فدعا الرجل، وعرض عليه أن يعطيه جلّ ما يطلبه على أن يعطي لجاره ضعف ما يعطيه له. طلب الرجل أن يُفقأ إحدى عينيه !!! وعندما سألوه عن السبب أجاب: كي تُفقأ عينا جاره الاثنتين".
أراد الرئيس أردوغان أن يشير من خلال هذه القصة إلى مفهوم نعيشه في يومنا الحالي:
تقوم العديد من المؤسسات والدول المختلفة باتباع سياسة عدائية تجاه تركيا بهدف التمكن من قلع أعينها.
الهدف هو درع الفرات, وليس الرقة
تذكرت قصة سمعناها على لسان الرئيس أردوغان قبل شهرين بعد أن رأيت خبراً سوري المصدر أمس, حيث كان مضمون الخبر:
تم تحديد الطريق الممتد إلى حلب كهدف من قبل القوات السورية الديمقراطية التي وصل عددها إلى الـ 250 عنصرا، وانتهى تدريبها حديثا على يد الولايات المتحدة الأمريكية "حيث يشكل بي كي كي ووحدات الحماية الشعبية القسم الأكبر منهم" بدلاً من الرقة.
إلى أين يمتد هذا الطريق؟
إلى المناطق التي تسري فيها عمليات درع الفرات التي بدأت بها القوات المسلحة التركية بالتعاون مع الجيش السوري الحر وتمكنت من الوصول إلى منطقة الباب في حلب.
كما احتوى هذا الخبر على بيان أصدره القائد العسكري للمجموعة التي قام الجيش الأمريكي بتدريبها، استخدم خلاله تعبير "تركيا الإرهابية" مشيراً إلى الحكومة التركية.
هل تجولت تلك الطائرات بهدف ترهيب تركيا؟
كتبنا يوم الأربعاء السابق أن أمريكا طلبت من تركيا ألا تخفض مسافة طائراتها عن الـ 20 كيلو متر عن الأرض خلال عملية درع الفرات. كما أكد الرئيس أردوغان على صحة هذه المعلومات بعد أن قام أحد كبار المسؤولين العسكريين بإعطائنا إياها.
قال الرئيس أردوغان ضمن خطابه خلال افتتاح محطة "كيتشي أورين" في أنقرة: "ليس محض صدفة أن يطلب منّا من اتهمنا بالأمس بالتعاون مع تنظيم داعش، بعدم الاقتراب أكثر من 20 كيلو مترا".
بينما لخصت كلمات الرئيس أردوغان أثناء خطابه في "شانلي أورفا" يوم الجمعة السابق المناخ في أنقرة, حيث قال:
"إنهم يشعرون بالانزعاج من تركيا, حيث بدأ من كان يتهمنا بعدم مقاومة تنظيم داعش في الأمس بطلب التوقف عن التقدم وعدم النزول تحت مسافة الـ 20 كيلو متر. سنستمر في طريقنا إلى أن نكمل مهمتنا في القضاء على داعش. حيث ظهرت النوايا الحقيقية للقوى التي تقوم بقصف سورية بشكل يومي بحجة محاربة داعش بعد تدخل تركيا في سير الأمور".
ظهرت خلال الأسبوع السابق أخبار جديدة تتحدث عن منطقة الباب والولايات المتحدة الأمريكية:
"بعد ادّعاءات تركيا بعدم حصولها على دعم طائرات التحالف لها خلال عملية الباب، بدأت الطائرات الأمريكية بالتحليق فوق منطقة الباب لتقوم باستعراض القوة".
كان ذلك عبارة عن استعراض للقوة فقط لا أكثر. حيث عادت الطائرات الأمريكية إلى قاعدتها بعد الانتهاء من استعراض القوة دون أي قصف يذكر على تنظيم داعش.
كما صدرت رسائل جديدة من أنقرة في خصوص استعراض القوة الذي قامت به الطائرات الأمريكية, وكان مضمونها:
"لم تقم الطائرات الأمريكية باستعراض القوة ضد داعش, إنما قامت به ضد القوات المسلحة التركية وقوات الجيش السوري الحر التي تقوم بتنفيذ عملية درع الفرات في منطقة الباب".
هل بدأت التهديدات بالظهور بعد الحديث حول إغلاق مطار "إينجرليك"؟
حدثت أشياء أخرى مثيرة للاهتمام خلال أيام الأسبوع السابق. حيث ظهرت تصريحات جديدة من وزيرين خلال اجتماع مجلس الوزراء الذي في منطقة "بيش تيبه" تشير إلى احتمال إغلاق مطار "إينجيرليك".
تم افتتاح قاعدة "إينجيرليك" بعد اتفاق تم الوصول إليه مع الولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 15 تموز 2015 بهدف استخدامه في عمليات مشتركة ضد تنظيم داعش.
ولم يكن الغرض من هذا الاتفاق هو استخدام مطار "إينجيرليك" في دعم محاولة الانقلاب التي تعرضت لها تركيا ليلة 15 تموز, أو إنشاء دولة بي كي كي على حدود تركيا الجنوبية بحجة القضاء على داعش.
حيث كانت كلمات وزير الدفاع الوطني ووزير الخارجية تشير إلى عبارة "لم يكن الاتفاق على هذا الأساس".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس