محمود القاعود - خاص ترك برس
لم تتوقع أمريكا ردة الفعل التركية، على مؤامرتها الشيطانية الخبيثة في 15 تموز/ يوليو 2016م، ظنت أن كل شيء علي ما يُرام، وأن العملاء الخونة قد أحكموا علي سيطرتهم على مفاصل البلاد، ولم يبق سوي ذبح الرئيس الرئيس رجب طيب أردوغان، ونصب المشانق لأعضاء حزبه العدالة والتنمية، ثم تعرب أمريكا عن قلقها، وتدعو قادة الانقلاب إلى ضبط النفس واحترام حقوق الإنسان!
سيناريو مفضوح وممل وسمج ومُكرر وسخيف، أسقطه الشعب التركي الحر، والرئيس الشجاع، فكانت ضربة في سويداء قلب التفكير العصاباتي الأنجلو ساكسوني الذي يحكم أمريكا، ويأخذ علي عاتقه تفكيك الدول الإسلامية وإبادة سكانها، مثلما فعلوا مع الهنود الحمر.
أمريكا الآن تداوي جراحها، بل تسعي لايقاف النزيف ولو مؤقتا... فكيف يُطيح الشعب التركي بعملائها الذين تدرّبهم وتمولهم وتحتضنهم وتروّج لهم؟ كيف تتبخر أحلام أمريكا؟ كيف تفقد أقوي أوراق الضغط التي كانت تساوم بها دوما حزب العدالة والتنمية؟
إبان ثورة الخميني عام 1979م، قامت أمريكا بمسرحية العداء مع إيران، وحضرت عفريت الطائفية، وأطلقت الملالي علي أهل السنة لتفكيك البلاد العربية، ومؤخرًا قامت باتفاق مع إيران التي تصنفها بأنها قائدة محور الشر، وبدورها رحبت إيران بالاتفاق مع "الشيطان الأكبر"!
في ثورة الشعب التركي بـ15 تموز/ يوليو، اختلف الوضع، حيث تركيا دولة سنية، وتناصر المسلمين المظلومين في كل مكان، بعكس إيران التي تسعي لتصدير مذهبها الدموي المعبأ بالكراهية للعرب والسنة، وهذه هي المعضلة التي لا يهدأ من أجلها البيت الأبيض، ماذا عن المارد التركي؟ وهل نصمت علي استقلاله وتطهير الجيش من عملائنا الأوفياء؟ هكذا ينطق لسان الأمريكان.
تنحصر الآن الخطة الأمريكية في خيار وحيد... هو اغتيال الرئيس أردوغان، فالرئيس الذي يُخرج الشعب بنداء يوجهه عبر الهاتف، بات يُشكل العقبة الرئيسية أمام أمريكا، واختفاؤه يسمح لأمريكا بإعادة عملائها من جديد، وإشعال حرب أهلية تستمر لسنوات، ينهار معها الاقتصاد، وتعود المافيا الصليبية تحكم من جديد، وتُصادر القرآن الكريم، وتُغلق المساجد وتعتقل المحجبات.
أمريكا لن تفكر في الانقلاب بعد ملحمة 15 تموز التي كشفت عن معدن الرئيس والشعب... أمريكا الآن كل جهدها أن تقتل أردوغان.
حفظ الله رجب طيب أردوغان، وشعب تركيا المسلم الحر.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس