ترك برس
أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن موقف بلاده لم يتغير من ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وعدم القبول بوجوده ولو في مرحلة انتقالية، مشيرا إلى أن تركيا لن تغير مواقفها ثمنا لتحسن العلاقات مع روسيا.
وحذر جاويش أوغلو في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط نشرتها اليوم من أن العلاقات التركية الأمريكية ستتأثر بشدة في حال رفض الولايات المتحدة تسليم فتح الله غولن زعيم حركة الخدمة والمقيم في الولايات المتحدة، والذي تتهمه تركيا بتدبير محاولة الانقلاب العسكري الفاشل في يوليو الماضي.
وقال جاويش أوغلو إن هناك عملية جارية لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها في تركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشل، وهناك مصالحة وطنية من شأنها أن تنعكس إيجابيا على الوضعين السياسي والاقتصادي في البلاد. نحن نحاول جهدنا أن نعيد تمتين الوضع الاقتصادي الذي لم يتأثر كثيرا بما حصل، سواء عبر الانقلاب، أو بسبب الصراعات الدائرة في المنطقة، ومشكلاتنا الداخلية في محاربة الإرهاب.
ورفض جاويش أوغلو الانتقادات التي وجهتها بعض الدول الأوربية للإجراءات التي اتخذتها الحكومة التركية بعد الانقلاب، وقال أصدقاؤنا في أوروبا لا يفهمون ما حدث في تركيا، أو يريدون ألا يفهموا. هم سعداء في أماكنهم، فلم يتعرضوا لانقلابات، وهو لا يهتمون بما يحصل عندنا. وإذا زارنا أصدقاؤنا الغربيون واطلعوا على الوضع، وقدموا النصائح البناءة فهم أكثر من مرحب بهم، لكن يطلقوا تصريحات مماثلة من دون أن يعرفوا حقيقة الواقع على الأرض ويحاولون أن يلقنونا دروسا في الديمقراطية أو الحرية فهذا غير مرحب به.
وأكد الوزير التركي ان سياسة بلاده الخارجية لن تتأثر بالانتقادت الأوربية، لكنها لن تقبل أن تكون عضوا من الدرجة الثانية في الاتحاد الأوربي، مشيرا في الوقت نفسه إلى سعى أنقرة إلى تمتين علاقتها مع جيرانها, ورفع مستوى العلاقات مع دول الخليج والدول الإسلامية.
وأشاد جاويش أوغلو بالمواقف الداعمة التي تلقتهت تركيا من السعودية وقطر والإمارات والبحرين، وقال تلقينا دعما كاملا من الدول ومن الشعوب العربية التي عبرت عن تضامنها معنا، وهذا ما نقدره عاليا.
ونفى جاويش أوغلو أن يكون للولايات المتحدة الأمريكية دور في محاولة الانقلاب وقال لم نقل أبدا إن الأميركيين دعموا الانقلاب، لكن هذه الفكرة موجودة في قناعة الشعب التركي. هناك الكثير من الشائعات الموجودة في الساحة وفي وسائل التواصل الاجتماعي، لكننا لا نأخذ بهذه الشائعات جديا. ولسوء الحظ هناك توجه معاد للأميركيين في تركيا، وعلى الرغم من أني لست سعيدا به،فإنه يعبر عن مشاعر الأتراك، وهذا لا يخدم مصالح أحد. وهذا ما نحاول أن نقوله لأصدقائنا الأميركيين.
وحذر جاويش أوغلو من أن علاقات تركيا بالولايات المتحدة ستتأثر بشدة في حال رفضها تسليم فتح الله غولن زعيم حركة الخدمة، والمتهم بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية، لكنه أشار إلى وجود بعض إشارات التعاون من الجانب الأمريكي في هذه المسألة.
وفيما يتعلق بالعلاقات مع روسيا أكد أوغلو وجود رؤي متباينة بين تركيا وروسيا بشأن الوضع السوري، وتحديدا فيما يتعلق برئيس النظام بشار الأسد، وبالجرائم التي ارتكبها النظام.وقال على الرغم من هذا الاختلاف فإننا كنا نمتلك علاقات ثنائية جيدة جدا مع روسيا قائمة على الثقة المتبادلة وعلى التعاون، فروسيا هي شريكنا التجاري الثاني بعد ألمانيا.
وقال جاويش أوغلو نحن متفاهمون مع الروس على وحدة الأراضي السورية، وعلى أن الحل السياسي هو الحل الأفضل للأزمة السورية، ومتقفون أيضا على أهمية الدعم الإنساني والحوار السياسي، لكن بيننا خلافات تتعلق باستمرار القصف الروسي لحلب وجوارها، ومواصلتهم للأعمال العدائية ، كما أن لدينا موقفا مختلفا من الأسد، ولهذا أعتقد أنه لا بد من المزيد من الحوار مع روسيا بهذا الشأن. إن الرؤى المختلفة لا يجب أن تكون مشكلة أو عقبة أمام استمرار الحوار والتعاون
واستبعد أوغلو حدوث تغيير في السياسة التركية حيال سوريا بتأثير تحسن العلاقات مع روسيا، وقال نحن نؤيد الانتقال السياسي، ونعتقد أن الحل الأمثل هو الحل السياسيين وهذا لا داعي لتغييره. نحن نعتقد بوحدة الأراضي السورية وبسيادة الدولة على أراضيها، وهذا أيضا لا داعي لتغييره. كنا دائما نطالب بمحاربة التنظيمات المتطرفة على الأرض السورية، ونحن لطالما طالبنا باستراتيجية أفضل لمحاربة هؤلاء ومحاربة فكرهم.
وأضاف أن "موقفنا من الأسد لن يتغير ، فقد قتل أكثر من 600 ألف شخص؛ ولهذا لا نعتقد أن أيا من القوى السورية المعارضة ستقبل ببقائه وحضوره في العملية الانتقالية هذا أمر غير ممكن. وعندما أنظر إلى القوى الرئيسية كالسعودية وقطر وغيرهما، أجد أيضا أنهم يطالبون برحيل الأسد. ولهذا كله نحن نصر على أنه لبدء العملية الانتقالية لا بد للأسد من أن يرحل".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!