ترك برس
قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق الجنرال المتقاعد يعقوب عميدر، إن تركيا هي الرابح الأكبر من التطورات الأخيرة في الساحة السورية بإبعاد خطر قيام كيان كردي مستقل على حدودها مع سوريا، وخطر هجمات تنظيم داعش، مشيرا إلى أن بقاء الأسد في السلطة مقابل ذلك لا يعد ضررا استراتيجيا لتركيا.
وكتب عميدرور مقالا في صحيفة يسرائيل هايوم نشرته اليوم الجمعة تناول فيه التطورات الثلاثة الأخيرة على الساحة السورية وأبرزها التدخل العسكري التركي، ووصفها بأنها تطورات تصعب على الفهم، والأصعب تقدير التطورات بعيدة الأجل التي ستنتج عنها، على حد قوله.
وقال عميدرور إن القضاء على الكيان الكردي المستقل أهم لدى تركيا من الإطاحة بالأسد، ولهذا تراجع أردوغان عن مطلبه بالتنحي الفوري للأسد عن السلطة ليكون قادرا على التعاون مع الروس الذين يدعمونه.
وأضاف أن تركيا أعادت التفكير سريعا، وأثبت أردوغان أنه يعرف اتخاذ القرارت الصعبة وفقا لاحتياجاته الاستراتيجية، فتصرف بسرعة ودون تردد، لأنه أدرك أن الخطر الأكبر على وحده بلاده هو نجاح الأكراد في إقامة دولة مستقلة على طول الحدود القديمة بين تركيا وسوريا.
ولفت الخبير الإسرائيلي إلى أن تركيا هي الرابح الأكبر من التطورات الأخيرة في سوريا على الرغم من صدمة محاولة الانقلاب العسكري التي خرج منها أردوغان أقوى من أي وقت مضى.
وأشار إلى أنه إلى جانب العملية الحالية ضد داعش والأكراد فإن أردوغان يعزز مكانته داخليا وخارجيا، وحتى بقاء الأسد سيكون ضررا شخصيا له وليس ضررا استراتيجيا، وبالتالي فإنه عديم القيمة.
وقال عميدرور إن الأكراد هم الخاسر الأكبر من التطورات الأخيرة، فقد فقدوا فرصة تكوين كيان مستقل، ومن الصعب توقع متى تلوح لهم هذه الفرصة من جديد، وأن دعم الولايات المتحدة لتركيا على الرغم من التحفظات الأمريكية على الحرب التركية على الأكراد يعد إدانة لموقف البيت الأبيض من الأكراد.
وبحسب عميدرور فإن المحور العربي السني الذي تقوده السعودية لم ينجح في تحقيق أيا من أهدافه، ونتيجة لذلك فإن إيران من كبار الرابحين من بقاء الأسد الذي يعد جزءا مهما في المحور الشيعي الذي عملت إيران على إقامته في المنطقة.
وأوضح أن إيران تواصل تعزيز مكانتها، وعلى الرغم من أن حزب الله الإرهابي الذي تستخدمه إيران يدفع ثمنا باهظا من القتلى والمصابين وفقد شرعيته في لبنان، فإن الحفاظ على الأسد أهم لدى إيران من التخفيف على نصر الله.
وفي السياق نفسه كتب عاموس جلبوع الرئيس السابق لشعبة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، منتقدا موقف البيت الأبيض المؤيد للعملية العسكرية التركية في شمال سوريا، وقال إن الرئيس أردوغان هو من يفرض سير الأحداث في شمال سوريا، وأن الإدارة الأمريكية استسلمت للإنذار التركي إما نحن أو الأكراد.
ورأى جلبوع في مقال بصحيفة معاريف إن هناك حربا جديدة يشنها الأتراك حاليا في سوريا ضد الأكراد، وهي تمثل تجسيدا لما أسماه خيانة أمريكية فظة لحليفهم الأكراد .
واستعرض جلبوع الخدمات التي قدمها الأكراد لقوات التحالف الدولي في الحرب على داعش بدءا من معركة تحرير كواني على الحدود التركية في نهاية عام 2014 التي لم ينجح داعش في احتلالها.
وأضاف أن الولايات المتحدة نظرت إلى الأكراد على أنهم القوة العسكرية القادرة على القيام بالعمل القذر والاستيلاء على الرقة، فيحققون بذلك هدفا أمريكيا من الدرجة الأولى .
ونوه جلبوع إلى أن هدف الأكراد من احتلال الرقة هو إيجاد تواصل جغرافي على طول الحدود التركية السورية الغربية، والارتباط بالجيب التركي، ولذلك توجهوا لاحتلال مدينة منبج غربي نهر الفرات ونجحوا في ذلك بدعم جوي أمريكي كبير.
وبالنسبة للأتراك، والكلام لجلبوع، فإن احتلال منبج كان خطا أحمر، فالمصلحة التركية العليا هي منع إمكان قيام حكم ذاتي متل للأكراد على طول الحدود معهم غرب الفرات. ولذلك كان القرار التركي في المرحلة الأولى القضاء على القوات الكردية غرب الفرات، وفي المرحلة الثاني انشاء منطقة أمنية تركية داخل سوريا على الحدود السورية.
واتهم المحلل الإسرائيلي إدارة أوباما بأنها وقفت بقوة وعلانية إلى جانب حليفها التركي ضد حليفها الكردي، حيث وجهت إنذارا إلى الأكراد بسحب جميع قواتهم غلى شرق نهر الفرات، ما يعني الانسحاب من منبج.
وخلص جلبوع في تحليله للوضع في شمال سوريا إلى عدة نقاط: الأولى أن أردوغان هو من يفرض سير الأحداث في شمال سوريا، وقد وجه فعليا إنذارا أخيرا لأوباما إما أنا أو الأكراد.
النقطة الثانية بحسب جلبوع أن الأمريكيين استسلموا بسهولة للإنذار التركي، ويبدو أنه لم يكن لديهم خيار، لكنهم فعلوا ذلك بوقاحة، ووجهوا صفعة مدوية لحلفائهم الأكراد.
والنقطة الأخيرة أنه إن كان لدى الأمريكيين طموح في أن يحتل الأكراد مدينة الرقة نيابة عنهم من يد داعش، فإن فرصة تحقق هذا الطموح صارت ضئيلة للغاية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!