سعادت أوروتش - ديلي صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
في يوم ماطر في باريس، وأنا أتصفح عناوين الصحف التي تتحدث عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، كانت آخر كلمات مدير وكالة المخابرات الأمريكية، جون برينان، تتردد في ذهني. أعلن بريني أخيرا عزمه مواصلة مهمته خلال الفترة الرئاسية القادمة، وقال "شيئا ما" عن وحدة الأراضي السورية والعراقية.
بينما كان كبار الدبلوماسيين الأمريكيين والروس يبذلون قصارى جهدهم للتوصل إلى اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، خلال بداية أعمال قمة مجموعة العشرين التي عقدت في الصين، وواصلوا المباحثات في جنيف، تحدث مدير وكالة المخابرات المركزية عن صعوبة الحفاظ على الحدود الحالية في العراق وسوريا. وذكر برينان في الواقع أنه يرى احتمالات أقل لسيطرة الحكومات المركزية في سوريا والعراق على الوضع.
ومهما يكن من أمر، فإن هناك حكومة فاعلة في بغداد، على حد ما نعلم في أنقرة.
من الواضح أن منطقة الشرق الأوسط يُنظر إليها نظرة مختلفة في واشنطن التي تتجاهل الناس الذين يعيشون في تلك البلدان وتاريخهم وقيمهم ومعتقداتهم.
تحليل المسؤول الأمريكي الكبير قد يعني كارثة حقيقية للأجيال القادمة التي تعيش في تلك الدول. ولا ينبغي لكبار المسؤولين في العواصم الغربية أن يقللوا من قوة الناس الذي يعيشون في المنطقة. من الممكن أن يتسبب هذا الاستخفاف في كارثة لخطط الغرب. هناك حاجة أولا وقبل كل شيء إلى نظرة متأنية.
15 عاما على هجمات 11 سبتمبر
وقعت هجمات الحادي عشر من سبتمبر قبل 15 عاما، وتشكل العالم وفقا لقواعد وضعت في حقبة ما بعد الخامس عشر من سبتمبر.
في البداية شنت القوات الأمريكية عمليات في أفغانستان والعراق ضد تنظيم القاعدة الذي أنجب لاعبا أكثر إزعاجا هو تنظيم داعش.
صار الخوف من الإسلام عاملا مؤثرا في السياسية العالمية منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
وقد كشف رئيس الحكومة البريطانية توني بلير شخصيا عدم وجود أدلة بشأن العملية التي قادتها الولايات المتحدة في العراق لإسقاط نظام صدام حسين بسبب وجود ما قيل إنه أسلحة كيماوية. وقد اعتذر بلير فيما بعد عن ذلك.
أما صيغة الخطط الغربية، مثلما كشفت عنها السياسات اللاحقة على مدى حقبة ما بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، فهي: اخلق عدوا مصطنعا، وصل إلى أهدافك بحجة محاربة هذا العدو.
ومثلما تفعل داعش بالضبط في عالم اليوم، فقد سهلت هجمات الحادي عشر من سبتمبر تحقيق خطط الغرب الجغرافية.
نُظر إلى الاعتذار البسيط من صناع القرار على أنه كاف، فضلا عن عدم المبالاة بحقيقة أن الآلاف قد فقدوا حياتهم في هذه العملية التي قادتها الولايات المتحدة.
اعتذار آخر عن دعم حزب الاتحاد الديمقراطي
أدت العملية التركية في مدينة جرابلس، وتطهير الحدود السورية تماما من تنظيم داعش إلى وضع إشكالي آخر في العواصم الغربية. أضفى صناع القرار في الغرب شرعية على حزب الاتحاد الديمقراطي، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني بحجة ما سمي الحرب على داعش. لكن العملية التركية الأخيرة ضد داعش دعلت من الضروري بالنسبة للجهات الغربية أن تبحث عن ذريعة أخرى للدعم المقدم لجزب الاتحاد الديمقراطي. إنها مهمة صعبة!
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس