تامر كوركماز – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس
هو الرجل الذي قال عن دولة "إسرائيل" الإرهابية بعد أحداث سفينة مافي مرمرة :"كان عليكم عدم مواجهة السلطات الإسرائيلية". حتى وصل الأمر به أن يصف سفينة "مرمرة الزرقاء" بأنها "ليست زرقاء وإنما سوداء".
لكن السفينة هي زرقاء بالفعل! لأن إطلاق صفة "سوداء" على هذه السفينة التي توجهت لمساعدة أشقائنا في فلسطين والتي سُفكت فيها الدماء في المياه الدولية يعطي الحق للأعمال التي قام بها مرتكبو الإرهاب في إسرائيل حينذاك.
وما زال الرجل القابع في "بنسيلفانيا" مستمرا في دعمه لإسرائيل، وما زال يقول "إن أحداث مافي مرمرة قد أثرت على مكانة الدولة التركية سلبيا"، مع أن الحقائق تشير إلى عكس ذلك تماما.
ففي الوقت الذي ارتكبت فيه "إسرائيل" جريمة الاعتداء على سفينة مافي مرمرة في المياه الدولية، وهي على بعد 130 كيلو متر من قطاع غزة بتاريخ 31 أيار/مايو 2010، وبرغم قيام "إسرائيل" بهذا العمل الإرهابي يقول الرجل :"لم تتغيّر مكانة إسرائيل قيد أنملة، وهذا ما لم يحصل لتركيا" لأن "إسرائيل" حسب وجهة نظره كانت "مجبرة على القيام بذلك".
في الحقيقة هؤلاء لا يعيرون وضع تركيا أي اهتمام، ولا حتى يقلقون على مكانتها الدولية أوتصنيفها الائتماني، ولا يهمهم منفعة الدولة والشعب التركي على الإطلاق، فهم دائما يقومون بأعمال ويصرّحون بما يتلاءم مع مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها "إسرائيل".
فها هم الآن يقفون إلى جانب "الجبهة الغربية" في وجه الدولة التركية المستقلة الجديدة، لأنه أصبح من الواضح تماما اليوم الجهة التي يخدمونها، ويعملون بما يتوافق مع مصالحها، ولو كان ذلك على حساب الشعب التركي أو الدولة التركية. أليس هو مَن قال :"علينا الوقوف بجانب الولايات المتحدة الأمريكية، لأننا مستعدون أن نضحي حتى بتركيا من أجل بقاء الخدمة".
هؤلاء الذين انحنوا للسلطات "الإسرائيلية"، حاولوا الانقلاب على السلطة في تركيا خلال أحداث 17 و 25 كانون أول/ديسمبر. وهنا نتحدث عن محاولة انقلاب كانت ديْن على الجماعة لصالح الولايات المتحدة الأمريكية "وإسرائيل".
ما زالت الجماعة حتى الآن متمسكة بتنظيمها الموازي الذي يهدف إلى الانقلاب، وهي بذلك ما زالت باقية على رأس عملها كجاسوس يخدم مصالح أجنبية. وفي المحصلة الجماعة خرجت من كتابها "الأحمر" إلى كتاب "أحمر جديد".
قطع مساعداتهم أمرٌ سيء، لكن قطع المساعدات عن غزة ليس كذلك!
قرأت في إعلام "التنظيم الموازي" يوم الاثنين الماضي عنوانا عريضا لفت انتباهي وتذكرته لأننا نتحدث عن سفينة مافي مرمرة، كان العنوان يقول :"غزة هي المتضرر الأكبر من منع المساعدات".
وقد كان المتحدث بهذا الموضوع هو رئيس جمعية غزة للسلام، وما يقصده هنا هو إغلاق جمعية "هل من مغيث؟ (كيم سيه يوك مو)" التركية التابعة لجماعة فتح الله غولن والتي ترسل المساعدات إلى عدة دول ومناطق من بينها فلسطين وغزة.
في اليوم الأخير لشهر أيار/مايو عام 2010 أوقفت ومنعت "إسرائيل" المساعدات من الوصول إلى قطاع غزة بقوة السلاح، وبإراقة الدماء، والاعتداء على المتطوعين وعلى المواطنين المدنيين العزّل في المياه الدولية.
وحينها لم ينزعج إعلام التنظيم الموازي الذي كتب العنوان أعلاه على الإطلاق، لأنه حسب اعتقادهم فإن منع "القوات الإسرائيلية" للمساعدات السلمية المتجهة إلى غزة لا يدخل ضمن تصنيف الأعمال "السيئة" أبدا!
ولم يعترضوا على هذا الاعتداء الإرهابي الذي أسفر عن استشهاد 10 مواطنين أتراك من قبل قوة عسكرية "إسرائيلية" غاشمة واجهت المدنيين بأحدث أنواع الأسلحة في المياه الدولية.
لم يكتفوا بذلك، بل إنهم حينها لم يلقوا اللوم على حبيبتهم "إسرائيل"، وإنما لاموا أنقرة على السماح بإرسال سفينة المساعدات دون أخذ إذن من الدولة التي يخدمون لصالحها، ولم يدينوا المجزرة التي ارتكبتها "إسرائيل".
قبل عدة أشهر شنت القوات "الإسرائيلية" حربا بربرية على إخوتنا في قطاع غزة، مع هذا لم نسمع أي تنديد أو انتقاد من قبل الرجل الذي يمكث في " بنسيلفانيا" ولو حتى بكلمة واحدة، لأن منطقه يقول "عليكم أن لا تواجهوا السلطات الإسرائيلية".
.....................................................................................................................................................................................................
(تطلق جماعة غولن على نفسها "جماعة الخدمة" لما تقوم به من أعمال خدماتية موجهة لطلبة المدارس والجامعات من مساكن للطلبة ومنح وغيرها.
"الكتاب الأحمر" هو الكتاب الذي تعتمده جماعة غولن كمرجع لها ومنه يستقي طلابها فكرهم وثقافتهم.)
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس