ترك برس
أشار الكاتب الصحفي والإعلامي السعودي جمال خاشقجي إلى أن تركيا والسعودية دولتان يمكنهما إعطاء بعضهما البعض الكثير، موضحًا أن التعاون الاقتصادي ومن ثم السياسي والعسكري سيعود على الدولتين بالفائدة.
التقت الصحفية في موقع الجزيرة ترك علا كاراكورت بخاشقجي في إسطنبول على هامش مشاركته في مؤتمر منتدى الشرق، وطرحت عليه أسئلة حول العلاقات التركية السعودية.
ظهر إلى السطح تعاون بين تركيا والسعودية مؤخرًا، لماذا تحتاج الدولتان لبعضهما على حد تصوركم؟
أوضح خاشقجي أن ولي العهد السعودي محمد بن نايف استخدم عبارة "تركيا والسعودية بحاجة لبعضهما البعض" أثناء زيارته الأخيرة لتركيا، مبينًا أن هذه العبارة صحيحة وتنقل الواقع الحقيقي للعلاقات بين الدولتين، فالتهديدات المحيطة بهما متشابهة والطرفان يسعيان لإرساء نظام اقتصادي قوي، فضلًا عن هدفهما المشترك في إخماد الحرب الطائفية، هذه العوامل تجعل الدولتين بحاجة لبعضهما البعض وتدفعهما إلى الاستمرار في محاولات تأسيس تحالف مشترك على جميع الأصعدة.
ماذا يمكن أن تقدم المملكة العربية السعودية لتركيا؟
قال خاشجقي إن السعودية دولة ثرية بالنفط ويمكنها أن تفيد تركيا بهذا المادة التي تفتقر إليها بحيث تنوّع تركيا مصادر استيرادها للطاقة، كما أن تركيا بحاجة إلى من يدعم رؤيتها في سوريا، ويمكن للسعودية أن تكون داعمًا أساسيًا لها، وقد ظهرت بوادر التعاون بين الطرفين قبيل محاولة الانقلاب الفاشلة.
وبيّن خاشجقي أن السعودية تسعى إلى وضع خطة اقتصادية تكاملية مع الأردن وبعض الدول المجاورة، وإن انضمام تركيا مهم لاكتمال هذه الخطة لها وللمملكة.
كان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قد صرح بأن التحالف العسكري بين الدولتين سيرتفع إلى مستويات أعلى، فما المستوى الذي يمكن أن يصل إليه؟
أشار خاشجقي إلى أن هذا التحالف ذو اتجاهين: الأول تحالف في مجال الصناعات العسكرية، وهذا قائم حسب ما وردني، فالمملكة العربية السعودية تعمل على تأسيس أحد أكبر مصانعها العسكرية بالتعاون مع إحدى الشركات التركية، أما الاتجاه الثاني فهو التعاون مع تركيا لإرسال قوات عسكرية إلى سوريا، وقد صرح بذلك المتحدث باسم وزارة الدفاع أحمد العسيري حين قال إن "السعودية مستعدة تمامًا لإرسال جنودها إلى سوريا بالتعاون مع تركيا."
وعن الأسباب المتعلقة بعدم وجود جنود سعوديين في عملية درع الفرات، أفاد خاشقجي بأنه طرح هذا السؤال على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أثناء لقائه معه على شاشة روتانا خليجية ورد عليه أردوغان بالقول إن "أولوية كل دولة تختلف عن الأخرى"، مضيفًا أن الوجود العسكري الروسي في سوريا يغيّر موازين التحرك بشكل واضح، ولكنه متأكد من أن السعودية تستطيع إرسال جنودها إلى سوريا بشكل سريع إن استدعت الحاجة.
وأكّد أن السوريين بحاجة إلى التعاون التركي السعودي في عهد ما بعد الأسد، فسوريا اليوم مدمرة بالكامل، وهناك مئات المجموعات العسكرية، وإذا تركت تركيا والسعودية هذه المجموعات ولم تساهم في إعمار سوريا فستسمر خسارة السوريين.
كل الدول الداعمة للثورة السورية تقدم دعمها وفقًا لأجندتها الخاصة، برأيكم كيف يمكن التنسيق بين الأجندتين التركية والسعودية فيما يتعلق بدعم قوات المعارضة السورية؟
ذكر خاشقجي أن مصادر محلية تؤكّد وجود تنسيق قوي بين أنقرة والرياض فيما يتعلق بدعم قوات المعارضة السورية، ولكن لا يمكن للسعودية أخذ دور أكبر في سوريا في ضوء المعادلة القائمة، فروسيا والولايات المتحدة لن تسمحا لها بذلك، مؤكدًا أن تركيا حريصة كذلك على عدم الاحتكاك بمصالح القوات الروسية والأمريكية هناك، لذلك لا تستطيع الدولتان التدخل أكثر إلا من خلال دعم قوى المعارضة والابتعاد عن الاحتكاك المباشر مع القوى الفاعلة.
وأكّد خاشقجي أن السعودية تقوم بحملات جوية تستهدف ما تنظيم الدولة (داعش) ولكن نطاق تحركها العسكري محدود.
هل يمكن اعتبار هذه الحملات داعمة لعملية درع الفرات؟
قال خاشقجي أن هذه الحملات توفر الدعم لعملية درع الفرات.
ما تعليقكم على العلاقات الاستثمارية بين البلدين، لا سيما بعد حديث بعض وسائل الإعلام العربية عن سعي تركيا تسعى إلى استقطاب السيولة العربية إلى سوقها كبديل للسوق الغربية؟
أشار خاشقجي إلى أن تركيا دولة مستقرة سياسيًا وملائمة اقتصاديًا للاستثمارات الاقتصادية، مضيفًا أن التعاون بين الدولتين لا يقتصر على الاستثمار المتبادل بل يتعدى إلى مستوى تبادل الخبرات، وبالأخص الخبرة التركية في قطاع الإعمار.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!