أسئلة ما زالت مجهولة الإجابة بالرغم من مرور ثلاثة شهور على محاولة الانقلاب
على الرغم من مرور ثلاثة شهور على محاولة الانقلاب الدموية الفاشلة في ليلة 15 تموز/ يوليو الماضي التي تصدى لها الشعب التركي، إلا أن كثيرًا من الأسئلة حولها وحول الظروف المحيطة بها ما زالت بحاجة إلى إجابات.
نشر موقع الجزيرة ترك الإخباري مجموعة من هذه الأسئلة في تقرير له ذكر فيه أن موضوع الأسئلة يبرهن صحة مصطلح "الرجل العاري" الذي أُطلِق على رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان بعد ركونه إلى صهره ومجموعة صغيرة من رفقائه لتخليص نفسه من محاولة الاغتيال التي كشفت فيما بعد أن عددًا كبيرًا من حراسه ومستشاريه تابعون لجماعة غولن، كما أظهرت ضعف بعض أجهزة الدولة وخاصة الاستخبارات.
أول الأسئلة كان: لماذا لم يتم اكتشاف "عادل أوكزوس" أو متابعته بعد ورود بعض الشبهات عليه؟
كانت جماعة غولن تعتمد على نظام الأئمة في إدارة تغولها داخل تركيا، حيث كانت تُنَصِّب إمامًا على رأس التابعين المتغلغلين في كل مؤسسة، وكان عادل أوكزوس إمام عناصر جماعة غولن المتغلغلين داخل القوات الجوية، وبالرغم من نشاطه المشبوه قبل محاولة الانقلاب من خلال زيارته لأنقرة ولقائه عددًا كبيرًا من الجنرالات، بالإضافة إلى إبلاغ بعض القادة العسكريين عنه، إلا أن جهاز الاستخبارات لم يتمكن من اكتشاف سر تحركه والتقائه مع الجنرالات، ولم يتابعه. وظل سبب ذلك سؤالًا ماثلًا حتى الآن.
أُلقِيَ القبضُ على أوكزوس صبيحة 16 تموز بالقرب من قاعدة أقينجي التي انطلقت منها الطائرات الانقلابية بشكل أساسي، ولكن تم إخلاء سبيله بعد 21 دقيقة، ليصبح فارًا من وجه العدالة ولا يزال مكانه غير معروف، والسؤال هنا لماذا تم إخلاء سبيل أوكزوس ومن الذي قام بذلك؟
كما أوضح التقرير أنه تم إلقاء القبض على إمامين كبيرين داخل جماعة غولن إبان عملية 25 ديسمبر 2014، واعترف هذان الإمامان "كمال الدين أوزدامير" و"نور الدين فاران" بالدور الكبير الذي يقوم به أوكزوس ولكن لم يتم القبض عليه من قبل وزارة الداخلية، ليصبح التساؤل المطروح هل وزارة الداخلية بكافة عناصرها تابعة لجماعة غولن أم أن هناك عناصر غير تابعة خشيت التحرك ضده خوفًا من مواجهة أي مؤامرة قد تنصب لهم من قبل عناصر غولن؟ وإن كان القسم الثاني من السؤال الذي ما زال مجهول الإجابة صحيحًا، حسب الموقع، فذلك يعني أن وزارة الداخلية بحاجة لإعادة هيكلة واسعة.
سؤال آخر طرحه التقرير وهو حول الآلية التي اعتمد عليها رئيس هيئة الاستخبارات الأسبق "نجدت أوزيل" في ترقية 162 ضابط إلى رتبة عميد ما بين عام 2012 و2015 شارك 72 منهم في محاولة الانقلاب، مضيفًا أن رئيس هيئة الأركان قال في لقائه مع صحيفة حرييت قبل محاولة الانقلاب بيومين إن "التقارير الاستخباراتية لجميع الذي تمت ترقيتهم سليمة"، ولكن بعد محاولة الانقلاب تبين العكس، فكيف تم إعداد هذه التقارير، ولماذا أخفق جهاز الاستخبارات في التأكد من خلفية الأشخاص الذين تمت ترقيتهم أيضًا؟
وفي سياق متصل، تناول موقع "خبر سياسي" في تقرير له عددًا من الأسئلة الأخرى حول محاولة الانقلاب لم تُقدّم إجابات لها حتى الآن، وهي كما يلي:
ـ لماذا لم يتم توفير حماية شديدة لرئيس الجمهورية؟
أشار الموقع إلى أن محاولة الانقلاب تم التأكد منها في تمام الساعة الثامنة، مبينًا أن كانت أجهزة الدولة علمت بذلك في الساعة الثامنة، إذًا لماذا لم يتم توفير حماية كاملة لرئيس الجمهورية؟
- ما زالت بعض الطائرات التي شاركت في محاولة الانقلاب مجهولة المكان، وحتى الآن لم تعثر وزارة الدفاع عليها، فأين هي؟
- كيف ذهب بعض القادة العسكريين لحضور حفل زفاف في حين أنهم كانوا على علم باحتمال حدوث محاولة الانقلاب؟
لم تسلم الانقلابات العسكرية السابقة في تركيا كذلك من الأسئلة التي ما زالت تبحث عن إجابات، فعلى سبيل المثال لا زال حتى اليوم مجهولًا سبب تغاضي القيادة العليا للجيش التركي عن انقلاب الضباط من الرتب الدّنيا في عام 1960.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!