ترك برس
أكّد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم اليوم السبت، أنّ نشر السلام في البلاد والمنطقة من أهم المبادئ التي بُنيت عليها الجمهورية التركية، وأنّ بلاده تعمل على تطبيق هذا المبدأ في التعامل مع الأزمتين السورية والعراقية.
وجاءت تصريحات يلدريم هذه في كلمة ألقاها لدى مشاركته في الاجتماع التشاوري والتقييمي الخامس والعشرين لحزب العدالة والتنمية في ولاية أفيون قرة هيسار، حيث أوضح أنّ حكومته ستعمل على زيادة علاقات الصداقة مع دول الجوار.
وأشار يلدريم أنّ تركيا تسعى على تجنيب العراق من حرب مذهبية جديدة تعصف ريحها بمنطقة الشرق الأوسط عامة، لافتاً أنّ أنقرة لا تطمع في السيطرة على أراضي دولة أخرى في المنطقة.
وأكّد يلدريم أنّ القوات التركية ستستمر في التواجد بمعسكر بعشيقة العراقية، رغم رفض الحكومة المركزية في بغداد، مبيناً أنّ مهمة تلك القوات هي تدريب وتأهيل الفصائل العراقية المحاربة لتنظيم داعش الإرهابي.
وأشار يلدريم أنّ المنظمات الإرهابية الناشطة في سوريا والعراق، باتت تشكل تهديداً خطيراً على أمن تركيا وسلامتها، وأنّ من حق تركيا الدفاع عن أمنها القومي والتدخل في كلا الدولتين من أجل القضاء على مصادر التهديد.
وفي هذا الصدد قال يلدريم: "أطلقنا عملية درع الفرات لردع التهديدات التي تأتينا من المنظمات الإرهابية الناشطة في شمال سوريا، ونقوم بالتقدم في تلك المناطق إلى أن يتم إزالة تلك المخاطر بشكل نهائي، كما أننا لا نتدخل في شؤون العراق الداخلية إلّا أننا نتواجد في بعشيقة لمنع الهجمات الإرهابية التي تأتينا من الجانب العراقي".
وفيما يخص إنجازات حكومته على الصعيد الداخلي قال يلدريم إنّ حكومات حزب العدالة والتنمية غيّرت مجرى تاريخ الجمهورية التركية من خلال قيامه بالعديد من المشاريع الحيوية والتنموية التي ساهمت في نهضة البلاد على كافة الأصعدة، موضحاً أنّ العدالة والتنمية استطاعت خلال فترة 14 عاماً إنجاز ما عجزت عنها الحكومات المتعاقبة على مدى 80 عاماً.
وأضاف يلدريم أنّ حكومات العدالة والتنمية أجرت إصلاحات عديدة في بينة الدولة التركية وبذلت جهوداً مضاعفة من أجل تغيير دستور البلاد الحالي الذي هو نتاج انقلابيي عام 1980، غير أنها اصطدمت بمعارضة شديدة من المعارضة السياسية.
وجدد يلدريم في هذا الخصوص بعزم حكومته على إنجاز الدستور الجديد، مشيداً في هذا الصدد بمواقف رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي الذي ألمح خلال خطاباته الأخيرة بموافقته على طرح مسألة تغيير الدستور والانتقال بالبلاد إلى النظام الرئاسي لاستفتاء شعبي.
وأفاد يلدريم أنّ على الجميع احترام رأي الشارع التركي قائلاً: "على أحزاب المعارضة وخاصة حزب الشعب الجمهوري احترام رأي الشارع التركي، لنعرض مسألة تغيير الدستور والانتقال بالبلاد إلى النظام الرئاسي لاستفتاء شعبي ونرى ما سيقرره الشعب، فنحن لا نرغب في الانتقال إلى النظام الرئاسي من أجل تنصيب أردوغان على كرسي الرئاسي، إنما نريد الانتقال إلى هذا النظام لأننا نؤمن بأنّ النظام البرلماني لم يعد بمقدوره مواكبة التطور الحاصل في تركيا".
وفيما يخص مسيرة الانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، أكّد يلدريم أنّ حكومات العدالة والتنمية سعت دائماً لنيل عضوية الاتحاد الأوروبي، وقامت بالعديد من الإصلاحات من أجل تحقيق هذا الهدف.
وأردف يلدريم أنّ تركيا تعتبر جزءً لا يتجزّء من القارة الأوروبية، وأنها تمكنت خلال الفترة الأخيرة من التفوق على العديد من دول الاتحاد في كافة المجالات والقطاعات.
وانتقد يلدريم الاحكام المسبقة للاتحاد الأوروبي تجاه تركيا، مبيناً أنّ أنقرة منسجمة تماماً مع معايير الاتحاد، وأنّ على الاتحاد الأوروبي محاسبة نفسها واكتشاف الأخطاء التي ترتكبها بحق تركيا.
وتابع قائلاً: "على الاتحاد الأوروبي أن يقرر ما إذا كان سيضم تركيا إليه أم سيمتنع عن ذلك، فتركيا لها بدائل أخرى تستطيع متابعة تطورها ونهضتها سواء انضمت إلى الاتحاد أو بقية خارجه".
وفيما يخص مكافحة الإرهاب قال يلدريم إنّ بلاده لن تتهاون في تطهير مؤسساتها من منتسبي منظمة الكيان الموازي الإرهابية وتوعد في هذا الصدد بمحاسبة الضالعين في محاولة الانقلاب التي جرت منتصف شهر تموز/ يوليو الماضي.
وأوضح يلدريم أنّ بلاده تعمل على إظهار الوجه الحقيق لهذه المنظمة الإرهابية في كافة المحافل الدولية، لافتاً أنّ العديد من الدول بدأت باتخاذ خطوات صارمة تجاه المنظمة وأوقفت كافة فعاليات المنظمة داخل أراضيهم.
وأكّد يلدريم أنّ مكافحة عناصر منظمة الكيان الموازي ستطول لفترة، بسبب عمق التغلغل الحاصل لعناصر غولن في مؤسسات الدولة وأركانها.
كما تعهد يلدريم باستمرار الكفاح ضدّ منظمة حزب العمال الكردستاني "بي كي كي"، مشيراً أنّ القوات التركية تقوم بواجبها على أكمل وجه في القضاء على عناصر هذه المنظمة، وتعمل على كسر إزالة الخوف الذي زرعته المنظمة في نفوس المناطق الجنوبية والشرقية للبلاد.
وأضاف يلدريم أنّ تركيا لا تعاني من مشكلة اسمها "مشكلة الأكراد" إنما تعاني من مشكلة منظمة بي كي كي التي تدّعي الدفاع عن حقوق المواطنين الأكراد، مبيناً في هذا الخصوص أنّ الحكومة التركية تعمل تحتضن كافة الشرائح والطوائف التي تحمل هوية الجمهورية التركية.
وأشار يلدريم أنّ الحكومة التركية تسعى جاهدة لإعادة إعمار كافة المناطق التي تضررت من ممارسات منظمة "بي كي كي" الإرهابية أو من العمليات العسكرية التي شهدتها مناطق مختلفة ضدّ المنظمة المذكورة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!