تولغا تانش - حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس

بدأت عملية الموصل في ال16 من أكتوبر/ تشرين الأول. وقد تناولنا هذه المسألة حتى الآن من وجهة نظر الاستراتيجيات التي يتبعها الجيش العراقي والبيشمركة وقوات التحالف.

وسوف نحلل في هذا المقال القوات الحمراء. ماذا ستفعل قوات تنظيم الدولة "داعش"؟ وكيف سيدافعون عن المدينة؟

فيما يلي استراتيجة داعش في الموصل في ضوء المعلومات التي قدمها المسؤول العسكري الأمريكي الذي يركز على تحركات داعش.

في الوقت الحالي هناك مستوى متوسط من المقاومة، وما هي إلا بداية الحرب؛ حيث ستزداد الاشتباكات شراسة مع اقتراب الجيش العراقي وقوات البيشمركة من الموصل؛ وذلك لأن تنظيم الدولة استعد لهذا الحصار لفترة طويلة: حفروا خنادق في جميع أنحاء المدينة. أعدوا لحرق آبار النفط من أجل عرقلة الهجمات الجوية. وضعوا الشراك الخداعية على الطرق. بنوا الأنفاق للتنقل الآمن.

هناك ما بين 3000-5000 مقاتل لداعش في الموصل، من بينهم 1000 من المقاتلين الأجانب الذين أحرقوا جوازات سفرهم، وليس لهم مكان يذهبون إليه، وهم على استعداد للقتال حتى الموت. بعض المقاتلين الآخرين هم من السنة المحليين الذي لهم علاقات أضعف مع التنظيم. أما الباقون فهم العناصر الرئيسة لداعش، يعملون في جماعات تعمل وفقا لتكتيك داعش. هناك أيضا أطفال تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما يتمسكون بعقيدة داعش.

على أن السؤال الأهم إلى أي مدى سيقاومون. هناك مليون منزل في الموصل، وهذا هو السبب في عدم وجود حصار كامل حول المدينة، والطريق إلى تل عفر مفتوحة. يمكن لمقاتلي داعش مغادرة المدينة عبر هذه الطريق. وقد أعلن في الواقع أن عددا من قادة داعش قد غادروا المدينة بالفعل، لكن القائد الذي يقود هذه الحرب لا يزال في المدينة.

ثمة سؤال حساس آخر هو الموقف الذي يمكن أن يتخذه أهل الموصل خلال الحصار. ففي قرية الحود على سبيل المثال التي سيطر عليها الجيش العراقي في ال17 من أكتوبر/تشرين الأول قتل أهالي القرية كثيرا من عناصر داعش قبل دخول الجيش، لكن لا يوجد بعد مثل هذا التوجه في الموصل، بل على العكس من ذلك في الواقع، فقد يكون هناك بعض من يدعم داعش. يمكن أن يكون هذا التوازن هو العامل الأهم في تحديد مدة الحرب.

سيشن مقاتول داعش هجمات خارج مدينة الموصل خلال الحصار، فهم يريدون تشتيت انتباه القوات المحاصرة، وإجبارها على الرحيل، وإضعاف الحصار.

وقد يلعب داعش أيضا بالورقة التركية، فيحاول زج أنقرة في الاشتباكات بشن هجمات في أماكن حطرة وحساسة في المنطقة.

سيخسر مقاتلو داعش الموصل عاجلا أم آجلا، لكنهم لن ينتهوا؛لأنهم سيعودون إلى "العمليات الإرهابية التقليدية" من الاغتيالات والتفجيرات والهجمات الانتحارية. سوف يواصلون فكرتهم بالسيطرة على الأراض في سوريا. لكن حتى لو اتحدت جميع القوى المسلحة المناهضة للحكومة في العراق، ففي سوريا هناك العديد من الجماعات المتطرفة المختلفة، وبعضها يقاتل داعش. وهذا يمثل أيضا صعوبة أخرى لداعش.

خسارة الموصل ستوجه ضربة كبرى لداعش من حيث التمويل. جمع التنظيم 500 مليون دولار في عام 2015 من مبيعات النفط، حيث باعوا النفط للسكان الذين يعيشون في المنطقة التي كانوا يسيطرون عليها، كما حصل التنظيم على 360 مليون دولار من عائدات الضرائب. وعندما يفقد التنظيم أكبر مدينة يسيطر عليها، فإن هذه الأرقام ستنخفض، مما يقلل من سطوتهم التنفيذية.

من المعروف أن داعش تطور قدرات للأسلحة الكيماوية في جامعة الموصل. ولهذا السبب وزرع الأمريكيون 24 ألف قناع واق من الغازات على الجيش العراقي والبيشمركة. من ناحية أخرى لا يوجد خطر متوقع من إنتاج داعش لقنبلة نووية. وبالمثل فمن غير المرجح أن يقدم التنظيم على تفجير سد الموصل؛ لأنه سيحتاج إلى كميات ضخمة من المتفجرات. ولا توجد أي معلومات بشأن استعداد التنظيم لمثل هذه التفجيرات.

وفي الختام، فإن الموصل لن تكون سهلة لمجرد شن العراقيين والبيشمركة وقوات التحالف للحرب، فالقوات الحمراء استعدت استعدادا جيدا لهذه الحرب.

تركيا حتى الوقت الراهن خارج اللعبة، فلم تعقد أي صفقة مع العراق، ولا يتوقع حدوث أي تقدم في ذلك على المدى القريب. لكن إذا تدخلت تركيا، فإن ذلك لن يكون نتيجة دعوة من العراق، بل بسبب أعمال داعش الاستفزازية. 

عن الكاتب

تولغا تانش

كاتب في صحيفة حرييت