إلنور تشيفيك - ديلي صباح  - ترجمة وتحرير ترك برس

إذا سألت جماعات المعارضة في تركيا، فسيجيبونك أن الحكومة تسعى إلى إسكات المعارضة باستهداف الصحيفة اليومية اليسارية " جمهورييت" ، وإغلاق وسائل الإعلام الموالية للأكراد، واعتقال رئيسة بلدية ديار بكر "جولتين جوشاناك".

نعم، صحيح أن صحيفة جمهورييت من أقدم وأبرز الصحف اليومية في تركيا، لكنها تحولت في نهاية المطاف إلى صوت للجناح اليساري الهامشي على مر السنين. هذا الجناح هو العدو اللدود للحكومة التي أوقفت بعض الموظفين الإداريين والصحفيين في الصحيفة، حيث يواجهون تهما قد تودي بهم إلى السجن.

نعم، صحيح أنها صحيفة مؤيدة للأكراد، وأن دور نشر ووكالات أنباء قد أغلقت بناء على مرسوم حكومي يستند إلى قوة القانون، ويحظى بموافقة البرلمان.

نعم، صحيح أن القبض على رئيسة بلدية ديار بكر "جولتين جوشناك" أثار ثورة بين الجماعات الكردية المسلحة.

كما أنه من الصحيح أيضا أن صحيفة جمهورييت لا تعبر عن وجهات نظر المعارضة، وتنتقد تصرفات الحكومة والرئيس رجب طيب أردوغان قحسب، بل إنها تعبر عن المنظمات الإرهابية، ولاسيما جماعة حزب التحرر الشعبي-جبهة التي اغتالت رجال أعمال، وشنت هجمات إرهابية في جميع أنحاء تركيا، واستهدفت السفارة الأمريكية بهجوم انتحاري، وقتلت المدعي العام في إسطنبول بعد مواجهة مع الشرطة، صحيفة جمهورييت حاولت تبرير هذا العمل الإرهابي من خلال العناوين والتعليقات.

صحيفة جمهورييت اليوم ليست سوى شبح صحيفة يسارية بارزة، حتى إن هناك من يزعم أن الموارد المالية التي يقدمها تنظيم فتح الله غولن الإرهابي للصحيفة هو ما حافظ على بقائها. صحيح أن بعض كتاب الصحيفة كتبوا مقالات تنتقد غولن ومنظمته الإرهابية، لكن هذا كان ستارا، كما دعمت الصحيفة الأعمال الإرهابية التي يشنها حزب العمال الكردستاني، وهو عمل يصمها بعار كبير.

كانت الصحف الموالية للأكراد صوتا لحزب العمال الكردستاني وبوقا متحمسا له، وقد فعلت ذلك صراحة بوصفها هؤلاء الإرهابيين " بالمقاتيلن من أجل الحرية" ، ووصف أعمالهم "بالمقاومة". شجعت تلك الصحف حزب العمال الكردستاني على شن عمليات إرهابية، وحاولت أن تبرر هذا بمطبوعاتها وتقاريرها. كانت مجلة المرأة الكردية فريدة من نوعها، حيث تديرها مجموعة من النساء، لكنها كانت فريدة أيضا في دعمها العنف، وتأييدها قتل إرهابيي العمال الكردستاني لرجال الأمن الأتراك. عليك أن تطالع التقارير التي نشرتها وكالة أنباء دجلة المحظورة لترى كيف تروج الوكالة لأسلوب الإرهابيين.

عُرفت جولتين جوشناك بسمعتها السيئة في التعاون مع تنظيم غولن، وتشجيع إرهاب العمال الكردستاني، وتعبئتها لموارد البلدية لصالح الحزب، ومنحها وظائف لمقاتليه، وتقديمها الآلات والأموال لهم لشن هجمات إرهابية. ومن المؤسف أن البلدية لم تخدم سكان ديار بكر، بل وفرت قاعدة لإرهابيي حزب العمال الكردستاني.

جولتين جوشناك هي واحدة من رؤساء البلديات التابعين لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي القومي الذين قدموا دعما نشطا لحزب العمال الكردستاني الإرهابي في أعماله الإرهابية الدموية في أنحاء البلاد جميعها.

أعلنت تركيا حربا شاملة فعالة على المنظمات الإرهابية جميهعا بعد إحباط محاولة الانقلاب في الخامس عشر من يوليو، ومن ثم فإنها تلاحق في الوقت الراهن مصادر الإرهاب على كافة الجهات. وعلى ذلك فليس من المستغرب أن تستهدف النيابة العامة جولتين جوشناك، ووسائل الإعلام المؤيدة لعنف الأكراد، وصحيفة جمهورييت اليسارية. هذا العمل ليس لإسكات المعارضة، وإنما هو للدفاع عن النفس، وكان ينبغي البدء به منذ فترة طويلة. إذا كان ثمة شئ يوجه إليه النقد، فهو التأخير في اتخاذ هذه الإجراءات، وشن حملة إعلامية مناسبة لمواجهة دعاية حزب العمال الكردستاني. 

عن الكاتب

إلنور تشيفيك

كاتب في جريدة ديلي صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس