إلنور تشيفيك - ديلي صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

ظللنا نسمع لأسابيع خطاب حكومة بغداد التي يرأسها حيدر العبادي بأن القوات التركية غير مرحب بها في العراق، وأن على أنقرة أن تسحب قواتها الموجودة الآن في شمال العراق قرب الموصل.

وقد أخبرت تركيا الحكومة العراقية أنها تلقت الدعوة للحضور إلى المنطقة من الحكومة الإقليمية الكردية (حكومة إقليم كردستان) لتدريب قوات البيشمركة والسكان العرب المحليين الراغبين في محاربة مسلحي تنظيم داعش.

تدرب القوات التركية المتمركزة في قاعدة بالقرب من بعشيقة شمالي الموصل الآلاف من الأكراد والعرب في الحرب على داعش. تعرضت القوات التركية لإطلاق النار من مسلحي داعش فردت عليها بالمثل. توجد في المنطقة أيضا قوات أمريكية لا لتدريب قوات البيشمركة فحسب، بل لتوفير القوة النيرانية المدفعية والدعم الجوي بالطائرات المروحية.

وقد أشادت قوات البيشمركة بالتدريب الذي تلقته من الجيش التركي، وقالت إن هذا النوع من الدعم كان فعالا للغاية ضد تنظيم داعش.

ولذلك فحين يعارض رئيس الوزراء حيدر العبادي عبثا الوجود التركي في شمال العراق، فإن القوات التركية تواصل عملها الجيد لإنقاذ بلاده.

على أن التطورات في مدينة الموصل تظهر بجلاء أن أي معركة فعالة ضد داعش ستحتاج إلى المشاركة العسكرية التركية، إلى درجة أن قوات البيشمركة ناشدت نظيرتها التركية تقديم الدعم الناري بالمدفعية والدبابات في سعيها لاستعادة السيطرة على بلدة بعشيقة من داعش. استجابت تركيا على الفور لنداء البيشمركة، فقدمت المدفعية والدبابات التركية المساعدة للقوات الكردية. وتقدم تركيا أيضا الدعم الجوي للقوات الكردية الزاحفة نحو المدينة.

تريد تركيا بالطبع مساعدة جيرانها العرب والأكراد وإنهاء حالة العنف الخطيرة، لكن قلقها الرئيس هو أن يتحول أي نوع من عدم الاستقرار في شمال العراق وسوريا إلى كابوس لمواطنيها في المناطق الحدودية. ستسمح حالة عدم الاستقرار وما يعقبها من فوضى للجماعات الإرهابية المعادية لتركيا بإقامة قواعد في شمال العراق وسوريا وتهديد الأمن التركي.

وعلى ذلك فلسنا مثل الأمريكيين أو الروس، فلدينا مصلحة فيما يحدث في سوريا والعراق؛ لأن له تأثيراته المباشرة علينا.

ولذلك ينبغي للعبادي أن يفهم أن تركيا لا تشكل تهديدا لسلامة أراضي العراق أو لأي بلد مجاور آخر. وإذا كان رئيس لوزراء قلقا حقا على سيادة بلاده، فعليه أن يكون أكثر اهتماما بدفع حزب العمال الكردستاني إلى مغادرة أراضي العراق، وأن ينهي اعتماده على إيران. يجب على العبادي أن يدرك أن بلاده الآن واقعة تحت الاحتلال الفارسي، وأن هذا الوضع يجب أن ينتهي. على العبادي أن يفطن إلى أن إيران تستخدم المذهب الشيعي للتسلل إلى القطاعات التي يسيطر عليها الشيعة في العراق، وأنها سيطرت في نهاية المطاف على البلاد.

وما دام  إرهابيو حزب العمال الكردستاني موجودين في شمال العراق، ولاسيما في سنجار وجبال قنديل، ومادام داعش يمثل تهديدا خطيرا للجميع، وخاصة للعقيدة الإسلامية، فإن تركيا ستظل موجودة في شمال العراق، وستحاول تأمين حدودها. 

عن الكاتب

إلنور تشيفيك

كاتب في صحيفة ديلي صباح