ترك برس
رأى الخبير في الشؤون الأمنية مراد يشلتاش، أن الدور التركي في معركة المرتقبة ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في مدينة الرقة السورية "قد يتجنب تحريك الجيش على الأرض"، موضحا أن أنقرة تمتلك خيار دعم القوات الشرعية من المعارضة السورية وتوجيهها كما فعلت في أكثر من مرة سابقة.
وفي حديث لـ"الجزيرة نت"، أشار يشلتاش إلى عملية "درع الفرات" - التي أطلقتها أنقرة نهاية أغسطس/آب الماضي ودعمت فيها الجيش السوري الحر، مما مكنه من تحرير بقعة واسعة من الأرض واستعادتها من تنظيم الدولة.
وقال إن لدى تركيا أولويات في أي عملية ضد تنظيم الدولة، في مقدمتها حماية حدودها من تهديده، مؤكدا أن الهدف التركي من الحرب على التنظيم سيتحقق بتأمين الحدود التركية مع سوريا والعراق اللتين ينشط فيهما.
ولفت يشلتاش النظر إلى أن أنقرة لا تضمر أي نوايا للعمل على إنهاء تنظيم الدولة وملاحقته أينما كان، مبينا أن سياسة تركيا هي مواجهة التنظيم لإبعاده عن حدودها ومنعه من اختراقها لتنفيذ هجمات في الداخل التركي.
بدوره، رأى الباحث والخبير في الشؤون الإستراتيجية في مركز ستا التركي للدراسات جان آجون، أن الشرط التركي الأساسي للتنسيق مع واشنطن في معركة الرقة يتمثل في إبعاد حزب العمال الكردستاني (بي كاي كاي) وحزب الاتحاد الديمقراطي (بي واي دي) عن طاولة الحوار.
ونقلت "الجزيرة نت" عن آجون قوله إن صعوبة تحقق هذا الشرط تكمن في موقف واشنطن التي تتمسك بدعم الفصيلين الكرديين المناوئين لأنقرة، بذريعة حاجتها إلى قوة على الأرض.
وقال الباحث التركي أن بلاده يمكن أن تكون القوة الرئيسية على الأرض في مواجهة تنظيم الدولة، وهو الأمر الذي تتجاهله الولايات المتحدة الأميركية مصرة على مواصلة دعم القوى الكردية، وهو ما يحول بالمحصلة دون اكتمال التنسيق بين الدولتين بشأن معركة الرقة.
لا تخفي تركيا والولايات المتحدة حماسهما الكبير للمعركة المرتقبة على تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الرقة السورية، لكن التنسيق بين الحليفين ما زال يصطدم بعقدة اختلاف موقفهما من القوى الكردية المقاتلة على الأرض، بحسب ما يؤكد خبراء وباحثون أتراك.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!