الأناضول
يعيش المئات من السوريين في خيم نصبوها بأنفسهم بالقرب من جرابلس شمالي سوريا، في المنطقة الحدودية مع تركيا التي طهرتها عملية "درع الفرات" من تنظيم داعش الإرهابي، وينتظرون بفارغ الصبر اكتمال إنشاء مخيم منظم في المنطقة لتمضية فصل الشتاء بعيدا عن البرد وعن مخاطر أساليب التدفئة البدائية.
وجاءت حوالي 200 عائلة من المناطق السورية التي تشهد اشتباكات عنيفة مثل حلب وحماة والرقة، ونصبت خيمها في المنطقة الحدودية مع تركيا، التي أصبحت ملاذ الباحثين عن الأمان، بعد تطهيرها من داعش في إطار عملية درع الفرات التي أطلقتها في 24 أغسطس/ أب الماضي وحدات تركية خاصة لدعم قوات "الجيش السوري الحر"، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي.
ونجحت العملية، خلال ساعات، في تحرير مدينة جرابلس شمالي سوريا، ومناطق مجاورة لها، كما تم لاحقاً تحرير كل الشريط الحدودي ما بين مدينتي جرابلس وإعزاز السوريتين، وبذلك لم يبقَ أي مناطق متاخمة للحدود التركية تحت سيطرة "داعش".
وضمن النازحين إلى المنطقة علي أحمد مصطفى، الذي قال للأناضول إنه ترك مع أسرته قرية "الشيوخ" التابعة لمنطقة عين العرب بريف حلب، والتي يسيطر عليها تنظيم "ب ي د" الذراع السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية.
وأوضح مصطفى أن "الحياة في الخيام صعبة إلا أنه ليس أمامنا خيار آخر. يوجد هنا ما بين 300 و400 خيمة تعيش فيها حوالي 200 عائلة، لدى كل منها مابين 4 و5 أطفال. الهيئات الإغاثية توفر احتياجاتنا في معظم الأحيان وتقدم لنا الدعم. نعتبر أنفسنا محظوظين لأننا نعيش في أمان. نشكر تركيا على ما قدمته لنا".
واعتبر مصطفى أن البرد يأتي على رأس المتاعب التي يواجهونها قائلا "مع انخفاض درجات الحرارة باتت حياتنا أكثر صعوبة وبدأ الأطفال في المرض، نأمل أن يتم إيجاد حل لهذه المشكلة قبل بدء فصل الشتاء".
ووجه مصطفى صبري النازح من حلب، أيضا الشكر إلى تركيا قائلا "الحمد لله نحن في أمان هنا. ونقدم الشكر لتركيا التي طهرت هذه المنطقة من الإرهابيين".
وعن الصعوبات التي يواجهونها قال صبري "تتم تلبية احتياجاتنا في معظم الأحيان، إلا أن هناك عدد كبير من النازحين يعيشون في الخيام وبدأت درجات الحرارة في الانخفاض، وبالتالي أصبحت الحياة في الخيام أكثر صعوبة".
وأضاف صبري أنه يحاول كسب لقمة العيش عبر بيع بعض المواد الغذائية أمام خيمته، ويسهم في نفس الوقت في سد احتياجات المخيم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!