جلال سلمي - خاص ترك برس
صُنّفت صورتان من الصور التي التقطها الشابان السوريان المصوران "محمد البانياسي" و"علاء خويلد" بهدف توثيق أحداث محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، ضمن أفضل خمسين صورة موثقة لمحاولة الانقلاب الفاشلة، وذلك في مسابقة أقامتها بلدية ناحية كوتشوك تشكمجة التابعة لمدينة إسطنبول.
وفي لقائه مع ترك برس، أشار محمد البانياسي الذي يعمل كمصور محترف، إلى أنه علم عن المسابقة من الإعلانات الملصقة داخل وسائل المواصلات العامة، فقرر على إثرها المشاركة بها، موضحًا أنه التقط الصور فقط لتخليد الأحداث في ذهنه، إلا أن المسابقة شجعته على مشاركة الصور في مسابقة البلدية ليطلع عليها المواطنون الأتراك وغيرهم من المتابعين للتطورات الداخلية التركية، والذين يرغبون في إبقاء هذه الذكرى محفورة في ذهنهم للاحتفاء بالشعب الذي حمل روحه على راحته من أجل الحرية والشرعية.
صورة محمد البانياسي الفائزة في المسابقة، حيث خرج الأب وابنته لمقاومة الانقلاب
قال البانياسي إنه يعجز عن التعبير عن بعض الأحداث بالكتابة أو بالقول، لذلك يرى أن الصورة هي الطريقة الأمثل لإيصال ما يريده للآخرين، وبحكم وجوده في إسطنبول إبان محاولة الانقلاب رغب في توثيق الأحداث ونقلها للآخرين الراغبين في معرفة الحقيقة، لا سيما في ظل استحضاره للقاسم المشترك بين مطالب الشعب السوري الذي يطالب منذ سنوات بالحرية والشعب التركي الذي خرج في تلك الليلة للمطالبة أيضًا بالحرية والديمقراطية.
وأوضح البانياسي أن شعبًا كالشعب التركي يستحق المؤازرة والنصرة، مشيرًا إلى أنه يرى في إسطنبول والمدن التركية الأخرى كيف يحتضن الشعب التركي أكثر من 3 مليون لاجئ سوري وما يقارب 2 مليون لاجئ قدموا إلى تركيا من شتى أنحاء المعمورة، وهذا هو الباعث الأساسي في دفعه لتوثيق الأحداث.
وعن أكثر المواقف التي أثرت به أثناء تلك الليلة، قال البانياسي إن الأتراك كانوا منطلقين نحو الدبابات والمدرعات العسكرية بشعار "يا الله بسم الله الله أكبر"، فرغب في مشاركتهم بطولاتهم مرددًا معهم نفس الشعار، مضيفًا أن لهجته كانت تختلف عن لهجة المواطنين الأتراك، الأمر الذي لاحظه بعض المواطنين الأتراك ليسألوه عن مسقط رأسه، وعندما علموا بأنه من سوريا أخذوا يحتضنونه ويشكرونه على المشاركة.
وعبر البانياسي على هذا الموقف بالقول "في هذا المشهد تجسدت روح الأخوة التركية السورية بالنسبة لي."
وأنهى البانياسي تصريحاته بالتأكيد على حجم السعادة الغامرة له لكونه هو وصديقه علاء المواطنين العربيين الوحيدين اللذين فازا بهذه الجائزة، موضحًا أن ظهوره كمواطن سوري غامر بحياته لتوثيق بطولات الشعب التركي زاد من سعادته، إذ استطاع رد الجميل ولو بالقليل إلى الشعب التركي الذي استقبل الشعب السوري أثناء أزمته المستمرة على حد وصفه.
أما علاء خويلد فهو مصور محترف يعمل مع عدة وكالات عالمية أبرزها "رويترز". يقول علاء إنه عمل مصورًا حربيًا داخل سوريا لعامين ونصف، مضيفًا أنه كان في طريقه إلى المنزل إبان حدوث محاولة الانقلاب، حيث أصيب بالصدمة كحال رُكاب المترو الآخرين بتوقيف جيش الانقلاب للمترو ودعوتهم إلى الذهاب إلى بيوتهم مشيًا على الأقدام.
يتابع علاء في حديثه لترك برس بأنه في تلك الأثناء عاد بالذهن إلى أحداث سوريا وعمله هناك كمصور حربي، الأمر الذي دفعه سريعًا إلى حمل كاميرته التي لا تفارقه، والتقاط عدد من الصور والفيديوهات التي توثق ما يحدث من قصف وغارات للطائرات الحربية.
صورة علاء خويلد الفائزة في المسابقة، حيث ينتظر الأب وابنه اللذان قاوما محاولة الانقلاب حتى أذان الفجر
يؤكّد خويلد أن تجربته السابقة ورغبته الحقيقية في مساعدة الشعب التركي الذي مد إلى الشعب السوري يد العون والمساعدة دفعاه إلى السعي لتوثيق الأحداث، موضحًا أنه لطالما اعتقد اعتقادًا جازمًا بأن الصورة أقوى من كل سلاح.
وختامًا أهدى خويلد الجائزة إلى الشعبين التركي والسوري، مشيرًا إلى أن التاريخ لن ينسى وقفة الشعب التركي إلى جانب الشعب السوري المكلوم، كما أن التاريخ لن يتردد في تسجيل الوقفة الميدانية بالمشاركة السورية المباشرة في مساندة الشعب التركي المناهض للانقلاب في الميدان والوقفة الغيبية في الدعاء الذي تضرع به الشعب السوري لنصرة الشعب التركي الذي خرج بكل بطولة لحماية حقوقه وشرعيته.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!