عاكف بيكي - صحيفة حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس
وأخيرا جاء الصوت العالي الذي كنت آمل أن أسمعه من هيئة الإغاثة الإنسانية التركية. إن لم تكن الهيئة قد رفعت صوتها، لذهبت صرخت النجدة التي أطلقتها الطفلة بانا العابد التي تبلغ من العمر سبع سنوات من حلب سدى. أخيرا سمع الناس صوت الطفلة بانا يدعو لحمايتها.
تنظم هيئة الإغاثة الإنسانية قافلة إغاثة باسم "افتحوا الطريق إلى حلب" وبالتالي فإن هذا الصمت اللعين وعار الاكتفاء بالمشاهدة اليائسة قد ينتهي.
تذكرنا قافلة الإغاثة إلى حلب بالأسطول المتجه إلى غزة في عام 2010، إذ سينضم إلى القافلة نشطاء محليون وأجانب في المساعدات الإنسانية، وسيتم رفع الوعي بمحنة حلب محليا ودوليا. تستغرق رحلة القافلة بضعة أيام قبل وصولها. وينظر إلى هذه القافلة على أنها احتجاج متنقل يتجه من إسطنبول إلى معبر جلفا غوزو (المقابل لمعبر باب الهوى) الحدودي.
جاء الإعلان عن القافلة يوم أمس، وستنطلق من حي كازلي تشيشمه في إسطنبول في الرابع عشر من كانون الأول/ ديسمبر، ثم تمضي قدما وتتوقف في عدد من المحطات. المحطة الأولى التي ستتوقف فيها القافلة هي سقاريا قرب إسطنبول، حيث ستبقى القافلة هناك طوال الليل، وتنظم مظاهرة احتجاج على مجزرة حلب، وستطلب من الناس الانضمام إليها.
ستتوجه القافلة بعد ذلك إلى العاصمة أنقرة، حيث من المقرر أن تنظم وقفة احتجاجية أمام السفارة الروسية، وسيهتف المشاركون "يا بوتين اسمع صوتنا". وستكون مدينة قونية المحطة التالية، ثم تتجه بعد ذلك إلى نقطة التجمع الرئيسة في محافظة عثمانية، وسيتجمع في هذه المدينة الجنوبية الناشطون في مجال حقوق الإنسان والمتطوعون من أجل حلب، كما سينضم إليهم متطوعون من جميع أنحاء تركيا. سيتوجه المشاركون جميعا من هناك إلى الريحانية، ثم إلى المحطة الأخيرة عند معبر جلفا غوزو الحدودي، حيث ستسلم هذه المساعدات لنقلها إلى حلب.
تضم القافلة السيارات الخاصة للمتطوعين القادمين من جميع أنحاء تركيا إلى جانب الشاحنات التي تحمل المساعدات الإنسانية، بهدف لفت أنظار العالم إلى المجزرة الدائرة في حلب، وفرض فتح ممر إنساني إليها.
قد يذكرنا هذا بإحدى سفن أسطول مرمرة التي انطلقت لفك الحصار عن غزة، لكن هذه المرة لا يوجد تساؤل حول أن القافلة ستجد نفسها في خطوط النار؛ لأنها لن تعبر الحدود. الخطر الوحيد هو أن مرتكبي المجازر في حلب سوف تكشف أسماؤهم فردا فردا، وأن روسيا وبوتين سيجبران على المحاسبة.
بعد الهجوم على أسطول مرمرة قطعنا علاقاتنا مع إسرائيل، أما قافلة "افتحوا الطريق إلى حلب" فستوتر على الأغلب علاقاتنا مع روسيا، لكنها لن تذهب بعيدا فتسبب مشكلة دبلوماسية خطيرة. الخطر الوحيد هو أن هذه القافلة ستغضب بوتين.
لكن مئات الآلاف في شرق حلب ما يزالون عالقين تحت القصف والجوع والحصار، ولا يمكن إجلاؤهم لأن روسيا لا توافق على وقف إطلاق النار لتسهيل الوضع.
حاول أن تتخيل الوضع المرعب بالاستماع إلى حديث مدير برنامج سوريا في منظمة أطباء بلا حدود، كارلوس فرانسيسكو، الذي قال إنهم كانوا يحاولون تقديم المساعدة في أجزاء مختلفة من حلب مع 30 طبيبا، لكن لم يبق في المنطقة أى مشفى أو دواء.
وقال فرانسيسكو إن المنظمة تعمل في المناطق المضطربة منذ عقود، لكن حلب أكبر مأساة رآها في حياته.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس